* المسؤول الأمريكي التقى وزير الدفاع التونسي غموض اكتسى زيارة قائد القوات الجوية الأميركية بإفريقيا وأوروبا، الجنرال فرانك قورانك، إلى تونس، قرأه مراقبون بعين الريبة لما تخطط له واشنطن في المستقبل القريب، باستخدام الأراضي التونسية. وأكثر القراءات ترجيحا لزيارة الجنرال الأمريكي هي معالجة الوضع الأمني في ليبيا، بعد أن لقي الخيار السياسي فشلا برفض التوافق على حكومة وحدة وطنية تجمع الفرقاء الليبيين، تزامنت وسعي جماعة فجر ليبيا إلى فتح جبهة قتالية جديدة محاذية للحدود التونسية. وما يوسع من دائرة التأويلات أن بيان وزارة الدفاع التونسية لم يبدد الشكوك، وإنما فسح المجال أمام قراءات اختلفت في تحديد أسبابها، والعوامل التي أملتها، وتباينت في تفسير أبعادها، وانعكاسات نتائجها على تونس، والمنطقة المغاربية عموما، فقد كانت وزارة الدفاع التونسية اكتفت في بيان وزعته بالإشارة إلى أن وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني، أجرى مُحادثات حول سبل تعزيز علاقات التعاون العسكري بين بلاده وأميركا، مع قائد القوات الجوية الأميركية بأفريقيا وأوروبا الجنرال فرانك قورانك، الذي يزور تونس حاليا. ولا يمكن فصل المناورات التي وصفها الخبراء بأنها الأكبر والأضخم التي يجريها ”الناتو” منذ نهاية الحرب الباردة في البحر الأبيض المتوسط عن ما كشفته صحيفة ”لوبوان” الفرنسية بأن القوات الأميركية قررت تنظيم طلعات جوية عسكرية خلال الأيام القادمة ”تهدف إلى تقديم المساعدة لتونس من خلال حماية حدودها من خطر الإرهاب، والجماعات الإرهابية التابعة لتنظيمي داعش والقاعدة”. ويبدو أن واشنطن وباريس اختارتا تونس منذ أشهر، لتقليص النفوذ الروسي المرتقب في المنطقة المغاربية وليبيا تحديدا، فقد قررتا توسيع حضورهما في تونس بنشر طائرات دون طيار من طراز ”ريبر” أو ”بريداتور بي” سابقا، على حدود تونس مع ليبيا والجزائر، لإحكام تطويق المنطقة، بدعوى سد الطريق أمام المقاتلين القادمين من ليبيا. وما يرجح فرضية مواجهة التواجد الروسي قيام موسكو قبل أسابيع بتوجيه أحد أقمارها الصناعية لمراقبة ليبيا، في سياق احتمال تحويل المواجهة الدولية مع تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق إلى ليبيا، خصوصا على خلفية انضمام تونس إلى التحالف الدولي.