أكد رئيس لجنة السلم والمصالحة بالاتحاد الإفريقي، أحمد ميزاب، أن الهجمات الإرهابية العنيفة التي تعرضت لها باريس، تضع على المحك سياستها الأمنية الداخلية في المرتبة الأولى، وسياستها الخارجية في الاعتبار الثاني، وأشار إلى أن الضربات من شأنها إعادة ربط علاقات جديدة بين باريس وموسكو فيما يتصل بمحاربة تنظيم الدولة بالخارج. اعتبر المحلل الأمني والاستراتيجي، أحمد ميزاب، أن الضربات الإرهابية التي استهدفت باريس، تاريخية، ولا يمكن اعتبارها عادية، بل من العمليات الخطيرة جدا، وقال إنها تكشف في مضمونها على أن الجهة التي نفذتها ودبرتها عالية التخطيط والدقة، ومتمكنة جدا من تصويب الأهداف، سيما وأنها استهدفت أكبر المدن العالمية على الإطلاق. أما النقطة الأولى التي سجلها المحلل الأمني فهي السياسة الخارجية الفرنسية التي تتسم بسياسة الكيل بمكيالين فيما يخص بمحاربة الإرهاب وتنظيم الدولة في العالم، ومنظورها له، لأن هناك عدة وجهات نظر خارجية للسياسة الفرنسية فيما يتصل بهذه النقطة، وما حدث يعيد للواجهة السياسة الخارجية الفرنسية. وواصل بأنه فيما يتصل بتنظيم الدولة مثلا، يوجد عدد معتبر من المجندين الفرنسيين من أصول أوروبية وليست عربية في صفوف داعش سوريا، ما يضع فرنسا أمام سؤال: هل حقا باريس تريد محاربة تنظيم الدولة أم لا؟ وأكد ميزاب أن الاعتداءات من شأنها إعادة تقريب وجهات النظر بين باريس وموسكو فيما يتصل بمحاربة الإرهاب وتنظيم الدولة، خاصة وأن روسيا أيضا استهدفت من قبل نفس التنظيم بسيناء. أما النقطة الثانية التي تحدث عنها أحمد ميزاب، فتتعلق بنجاعة السياسة الأمنية الفرنسية، ومدى معاناتها من الاختراقات؟ وهل أن الجهاز الأمني الفرنسي ضعيف؟ وقال إن تكرار عمل إرهابي أكبر من الذي هز باريس بداية السنة مع عملية شارلي إبدو، يجعل السياسة الأمنية الفرنسية أمام حالة ضعف في مواجهة الإرهاب، مؤكدا أن الضربات الإرهابية التي استهدفت باريس الجمعة، مفاجئة، سيما وأنها جاءت بعد ادعاء باريس أنها قامت بترتيب مجموعة من الاحترازات الأمنية بعد أن تلقت تهديدات يوم 11 نوفمبر، ترتب عنها تغيير إقامة مقر المنتخب الألماني بباريس من فندق إلى آخر. وأضاف المتحدث أن الضربات تؤكد أن الجهة المدبرة قادرة على اختراق جميع الاحترازات التي قامت بها باريس، موضحا في رده على سؤال متعلق بما إذا كانت الضربات الإرهابية التي هزت باريس، موجهة للاستهلاك الداخلي وضرب حكومة هولاند ومنعه من الوصول إلى الرئاسة مجددا، قال الدكتور أحمد ميزاب إن نتائج الضربات ستستعمل لضرب شعبيته لاحقا، وتلزمه إعادة النظر تجاه العديد من النقاط. وعن آثار الهجمات الإرهابية على الجالية الجزائرية والمسلمة، أبرز المتحدث أن معدلات الإسلاموفوبيا سترتفع بفرنسا، ضد العرب والمسلمين في الأيام القادمة، كما أن المضايقات ضد العرب سترتفع بشكل طبيعي وسترافقها إجراءات أمنية صارمة.