استخبارات فرنسا فشلت وستكون في موقف حرج أكد اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد أن الهجوم الأعنف من نوعه الذي ضرب عقر باريس يعكس فشل سياستها الخارجية وتحالفاتها الخاطئة مع دول هي تنتج وتصدر الإرهاب، واصفا الهجوم بانقلاب السحر على الساحر، مشبها الوضع الذي عاشته باريس بحادثة تيڤنتورين التي تكالبت فيها السلطات الفرنسية على الجزائر وأطلقت في حقها اتهامات. في حين التزمت الصمت حيال الوضع المشابه رغم احتجاز رهائن ومقتل أزيد من 120 ضحية. فيما أكد محللون فشل الإجهزة الأمنية الفرنسية واستخبارتها، وجزموا أن الفترة القادمة ستكون حرجة، حيث سيتم تعزيز الإجراءات الأمنية ومنح صلاحيات واسعة للتفتيش والمداهمة. ووصف اللواء المتقاعد الهجوم الذي اهتزت له باريس ليلة الجمعة بأنها أحداث مشابهة لتلك التي ضربت واشنطن في 11 سبتمبر، حيث أكد أن الدول التي ساهمت في تغذية ودعم الجماعات الإرهابية هي اليوم تعاني من هذا الإرهاب قائلا "انقلب السحر على الساحر"، لافتا إلى أن من نفذوا العملية وتبنوها هم من تنظيم داعش الذي دعمته كل من الولاياتالمتحدة وحتى باريس، ليعودوا اليوم إلى الديار التي غذت أفكارهم وينفذوا ضدها هجمات إرهابية. ولفت العقيد المتقاعد خلفاوي إلى أن فرنسا حاولت تسويق خطتها في مكافحة الإرهاب خارجيا، لكنها لم تتخذ إجراءات داخلية، ولم تأخذ بعين الاعتبار الهجمات الإنتقامية كردود فعل على سياستها. وفي تعقيبه على رفع فرنسا لدرجة الطوارئ القصوى ووصف العملية بالحرب المعلنة التي هدد هولاند بالرد عليها، فتوقع أن يكون رد فرنسا على هذه الاعتداءات من خلال تغيير في استراتيجيتها الأمنية والسياسية، موضحا أن التحالفات الخاطئة بين فرنسا وعدد من الدول تحت غطاء مكافحة الإرهاب أثبتت فشلها، وعلى فرنسا البحث عن حلفاء جدد بعيدا عن دول داعمة لهذا الإرهاب، خاصة قطر والسعودية والولاياتالمتحدة. واستبعد محللون هذا الطرح أو تغييرا في السياسة الفرنسية، باعتباره سيجعل موقف فرنسا ضعيف جدا ويعكس رضوخها للإرهاب وهو يتناقض مع مواقفها السابقة حيث اكدوا أن باريس لن تغيير في سياستها في مكافحة الإرهاب، وستمضي قدما نحو اتخاذ مزيدا من الإجراءات الأمنية المشددة مع منح صلاحيات أوسع للاعتقال دون إذن، وضرورة المداهمة والتفتيش بدقة، لا سيما في ظل احتمال وجود عناصر فارة مشاركة في العملية، لكنهم أكدوا في المقابل فشل الإستخبارات الفرنسية والأجهزة الأمنية فشل الجهاز بعد العملية غير المسبوقة، خصوصا أن هناك تحذيرات مسبقة وأطلق داعش تهديدات، والسؤول المطروح حسبهم لماذا لم تعتاط الأجهزة الأمنية مع هذه التهديدات، أين هي الإستخبارات الفرنسية؟ اختيار التوقيت والأحداث، الذخيرة والسلاح، وهكذا عملية حسبهم تحتاج في تنفيذها إلى وقت واتصالات وربط علاقات لم تتفطن لها استخبارات باريس ولا الأمن الرئاسي الذي ارتكب خطأ كبيرا، وهو ما قد يجعلها في موقف محرج، لا سيما أن فرنسا تعتبر نفسها قوة في مكافحة الإرهاب، غير أن هذه الضربة أثبتت فشلها في صد الهجمات.