حذّر مجلس أساتذة الثانويات الجزائرية من استمرار غيابات تلاميذ البكالوريا والتي تجاوزت نسبة 60 بالمائة، مع وجود تأخر في اتمام البرامج، في ظل تحديد وزارة التربية 22 ماي موعدا للبكالوريا التجريبية و29 ماي للامتحان الرسمي، قبل أن يكشف أن 35 بالمائة فقط من تلاميذ السنة الثالثة ثانوي فقط المؤهلين للنجاح في امتحان شهادة البكالوريا لدورة ماي. كشف مجلس الكلا في تقرير له عن استحالة الإنتهاء من البرنامج الدراسي إلى غاية نهاية السنة الدراسية منتصف شهر ماي المقبل، مؤكدا أن نسبة تقدمه إلى غاية شهر مارس الجاري لم تتعدى 65 بالمائة، وهي النسبة التي تختلف من مؤسسة إلى أخرى ومن مادة إلى أخرى، حيث أن ”هناك من المواد من سجلت نسبة تقدم 80 بالمائة والبعض لا تتعدى ال50 بالمائة”، أما فيما يتعلق بمادتي التاريخ والجغرافيا فنسبة التقدم تمثل 55 بالمائة، في حين أن مادة الفيزياء بالنسبة لشعبة العلميين فلا تتعدى ال65 بالمائة. ونقل مجلس ثانويات الجزائر المعتاد على القيام بدراسات من هذا النوع حول تقدم الدروس أنه من المستحيل إنهاء البرنامج في وقته المحدد، والأخطر في ذلك هو نسبة الغيابات التي رفعت إلى أعلى مستوياتها هذا العام، حيث تجاوزت نسبة 60 بالمائة في الثانويات، مشيرة ”أنه بلغت نسبة الغيابات في أوساط تلاميذ الثانوي خاصة منهم المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا من 40 إلى 60 بالمائة مع بداية الفصل الثاني. وأرجع ”الكلا” السبب إلى غياب الرقابة من طرف الأولياء، بالإضافة إلى لامبالاة الإدارة من خلال تفادي معاقبة التلاميذ الغائبين عن دروسهم في ظل تعليمة وزارة التربية التي تمنع إقصاء عقوبات من الدرجة الثالثة ضد هؤلاء. ويأتي هذا في ظل النتائج الكارثية التي سجلت في امتحان الفصل الثاني لمترشحي البكالوريا، حيث أن 35 بالمائة فقط من التلاميذ تحصلوا على معدلات فصلية ما فوق ال10 على 20 حسب ”الكلا” الذي علل وصول نسب النجاح سنويا الى ما فوق 40 و45 ”أنه يتعلق بالعدد الإضافي المسجل سنويا ضمن الناجحين في البكالوريا، بالتلاميذ الذين ينجحون عن طريق الصدفة من خلال الدراسة مع آخر السنة، وكذا عن طريق الغش. هذا وسلط ”الكلا” الضوء على مواضيع الإمتحانات الرسمية، حيث أفاد ذات المتحدث أن اللجنة المكلفة بإعداد الأسئلة ستأخذ بعين الإعتبار التأخر المسجل في الدروس، مستبعدا أن يتم طرح مواضيع لم يتم دراستها داخل القسم. وفي سياق آخر عاد ”الكلا” إلى قضية المتعاقدين ودعا مرة أخرى وزيرة التربية إلى إدماجهم في مناصبهم، محذرا في ذات السياق من التوظيف الهش بعد أن كشف عن تسجيل أزيد من 10 آلاف أستاذ أي ما يقارب 50 بالمائة من الناجحين خلال مسابقة توظيف 2015 لم يلتحقوا بمناصبهم، بالنظر أن أغلبية الناجحين استفادوا من منصبين كما تم تسجيل العديد من الناجحين السنة الماضية والذين استفادوا أكثر من منصبين في التعليم في ولايتين مختلفتين. ويأتي هذا حسب ”الكلا”، إلى غياب التسجيل الإلكتروني للمترشحين ورقمنة الملفات ومعطياتهم الشخصية، ما جعله يدعو وزيرة التربية اللجوء إلى الإعتماد على تكنولوجيات الإعلام واللاتصال في مسابقة توظيف 2016 لمنع تكرار هذا السيناريو، في وقت شدّد على ضرورة إعطاء الأولوية للأساتذة الذين لديهم خبرة في الميدان.