أكد مختصون في التغذية أن الأكل الجاهز والخفيف يرهن صحة الإنسان، وأصبح السبب لعديد الأمراض الخطيرة. ليشيدوا بالدور الصحي والغذائي الكامل الذي تلعبه المائدة الشرقية التقليدية، والتي أصبحت مرجعية طبية لدى خبراء التغذية الغربيين. أفاد الدكتور جون مارك روبن المختص في طب التغذية، على هامش المحاضرة العلمية التي تم تنظيمها بالمطعم التقليدي ”دار لحلو” في سافكس نهاية الأسبوع، وبمشاركة جملة من الأطباء المختصين، أن الأكل الصحي يتطلب تغيير العادات الغذائية فقط. ونظرا للتعقيدات الصحية الخطيرة التي نجمت عن الأكل السريع الواسع الانتشار، فإن أطباء اليوم سيصبحون ممرضين بحلول عام 2030، إن استمرت الأوضاع على ما هي عليه، كون النمط الغذائي الذي أصبح مقاس الأغلبية لا يتوفر على كثير من العناصر الغذائية الصحية. أكد جون مارك روبن أن الغذاء الغربي يحتوي نسبة عالية من الدهون والسكريات، وأصبح منتشرا كذلك بالدول الشرقية، وهو السبب الذي جعل هذه الأخيرة تعرف أمراضا في الوقت الراهن لم تكن معروفة قبلا، لينصح بضرورة العودة إلى الأطباق التقليدية، لما تتوفر عليه من توازن في المقادير، كما أنها السبيل لضمان جسد صحي بغذاء كامل. من جهته أكد سيد علي لحلو، مؤسس المطعم السالف الذكر في تصريح ل ”الفجر”، أن الملتقى الطبي جاء لجمع خبراء التغذية بالمنتجين المحليين للمواد الغذائية الصحية، هذه الأخيرة التي تتوفر وتنتج محليا، في حين أن أغلبية المرضى الجزائريين لا يدركون وجودها، ما جعلهم يعيشون تعقيدا صحيا لعدم تمتعهم بنظام غذائي صحي وفق ما قاله سيد علي لحلو، وضرب مثلا بالمصنع الذي يديره، والذي ينتج 14 نوعا من الكسكسي الطبي الغذائي، منها كسكسي الشعير، وكسكسي الأرز، وكسكسي الذرة، وكسكسي الحلحال وكسكسي البلوط، بالإضافة إلى الكسكسي بالحبق، والكسكسي بالزعتر وغيرها، وهي أنواع كلها مفتولة باليد مع اعتماد الطرق التقليدية في جميع مراحل الإنتاج. وأشار ذات المتحدث أن الملتقى هو في حد ذاته فرصة للأطباء المشاركين بغية التعرف على المنتوج المحلي وتوصيله للمرضى، الذين أرّقتهم المنتوجات الغربية الباهظة الثمن، ناهيك عن آثارها الجانبية مستقبلا، خاصة منهم مرضى داء السكري، السيلياك، الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول. ليشير أن ”دار لحلو” مختصة في هذا المجال، ويحبذ استعمال مصطلح ”الأكل البطيء” بدل ”الأكل الخفيف” على نمط التغذية الذين يجب أن نعتمده. أكد سيد علي لحلو أن ”هناك فئة من الجزائريين أصبح لديهم وعي بالأكل الصحي، وأن المنتوج الوطني أحسن بكثير من المنتوج المستورد من أي بلد، لأنه رغم كل ما يتم ترويجه من محاسن للمنتوجات الغربية فإننا نجهل فعلا كيفية صنعه بخلاف المنتوج المحلي. علما أن منتوجنا ومن بينه الكسكسي صحي 100 بالمائة، والدليل على ذلك أن خبراء التغذية في أرقى الدول الغربية أصبحت تعتمده غذاء طبيا كاملا لمرضاها وتنصح به المواطنين”. تجدر الإشارة إلى أن الدول اليوم أصبحت تتنافس فيما بينها في مجال سياحة الفن المطبخي، ويكلف الناس أنفسهم التنقل من بلد إلى بلد من أجل اكتشاف المنتوج المحلي فيه، ومعرفة النظام الغذائي لديهم، حسب ما نوه إليه مؤسس مطعم ”دار لحلو” التقليدي الصحي.