التمس، أمس، النائب العام بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، أحكاما بين عشر سنوات سجنا نافذا والإعدام في ملف 49 متهما المنتمين سابقا لجماعة ”ڤوراية” بولاية تيبازة، الذين خططوا لأحداث عمليات تفجيرية في محاولة لإفشال الانتخابات التشريعة التي جرت في شهر ماي 2012 بالجزائر العاصمة. وطالب النائب العام بتسليط عقوبة الإعدام ضد المتهم الرئيسي ترزوت يطو عبد الله، الملقب ب”لقمان” عن تهم بجناية تكوين والانخراط في جماعة إرهابية مسلحة هدفها بث الرعب في أوساط السكان وخلق جو انعدام الأمن، القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، السرقة بحمل السلاح الظاهر، الاختطاف وجنحة حيازة سلاح وذخيرة بدون رخصة. والتمس النائب العام إدانة باقي المتهمين معه في الملف بعشر سنوات سجنا نافذا مع مصادرة كامل المحجوزات عن تهمة تشجيع وتمويل جماعة إرهابية مسلحة، فيما قررت المحكمة فصل ملف أحد المتهمين المتغيبين عن الجلسة عن قضية الحال واتخاذ إجراءات التخلف ضده مع النظر في الوقائع المتابع بها يوم 14 جويلية القادم. كما قضت المحكمة بانقضاء الدعوى العمومية في حق أربعة متهمين بداعي الوفاة. واعتبر النائب العام إنكار المتهمين في الملف - أثناء جلسة محاكمتهم - الأفعال المتابعين بها بمحاولتهم التنصل من الجرائم التي ارتكبوها طيلة فترة تعاملهم مع الجماعات الإرهابية وتواجد البعض منهم بالجبال، مستدلا بعدة أعمال إرهابية متورطين بها بكل من تيبازة، عين الدفلى والشلف، شملت نصب كمائن لأفراد الحرس البلدي والجيش الوطني الشعبي والأمن والدخول معهم في اشتباكات نارية واغتيال وجرح عناصر منهم والاستيلاء على أسلحتهم، اختطافات طالت مواطنين وعسكريين وطلب فديات تفوق 250 مليون لإطلاق سراحهم، اقتحام مستوصف وسلب كمية من الأدوية. وأوضح النائب العام بأن المتهم الرئيسي في الملف ترزوت يطو عبد الله الملقب ب”لقمان” التحق بالجماعة الإرهابية المعروفة ب”حماة الدعوة السلفية” في 1998 واستمر بقاؤه في معاقل الإرهاب إلى غاية عملية توقيفه، وتنقل إلى عدة وشارك في 32 عملية إرهابية من أصل 151 عملية إرهابية قامت بها الجماعة المسلحة التي كان ينتمي إليها. وتراجع المتهمون في الملف عن الاعترافات التي أدلوا بها أثناء مراحل التحقيق وأنكر بعضهم دعمهم للمتهم الرئيسي والجماعة المسلحة التي كان ينتمي إليها، فيما أكد آخرون أنهم تلقوا تهديدات بالتصفية الجسدية بفصل رؤوسهم عن أجسادهم، في حال إعلام مصالح الأمن بأمره أو رفض دعمه. وشدد شقيق ترزوت يطو عبد الله، الذي كان وقتها عون حماية مدنية، على أنه لم يساهم في دعمه أو تمويل الجماعات الإرهابية التي كان ينشط بها بل حارب الإرهابيين منذ 1996، موضحا بأنه بلغه أن شقيقه الإرهابي قام مرة واحدة بزيارة للوالدة.