باشر اليوم محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر برئاسة القاضي عمر بن خرشي محاكمة 50 متهما من أصل 63 شخصا تم توقيفهم من قبل مصالح الأمن سنة 2012 بتهم تتعلق بجنايات تكوين جماعة إرهابية مسلّحة، الإنخراط في جماعة إرهابية، القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد والاختطاف، حيث استفاد 13 شخصا من انتفاء وجه الدعوى بعد مثولهم أمام قاضي التحقيق بالغرفة التاسعة لدى محكمة سيدي امحمد، فيما وضع أغلب المتهمين في قضية الحال تحت الرقابة القضائية. وينتظر أن تكشف جلسة المحاكمة الماراطونية التي يسدل الستار عنها في ساعة متأخرة من الليل تفاصيل مثيرة عن مخطّط عمل التنظيم الإرهابي المعروف "بحماة الدعوة السلفية" وكيف تمكّن من تجنيد سكان مداشر والقرى بمنطقة ڤوراية بولاية تيبازة من أجل ضمان حصولهم على المؤونة. وجاء تفكيك الشبكة على إثر معلومات وردت من طرف شخص أراد مساعدة القوات الأمنية للقضاء على الإرهابي الخطير المدعو ترزوت يطو عبد الله المكنى"لقمان"، وبالتنسيق مع المعني نصبت مصالح الدرك الوطني كمينا محكما للإرهابي الذي حدّد له موعدا بدوار بوخليجة بأرهاط ولاية تيبازة من أجل استلام المؤونة التي طلبها قبل يومين، ولما حضر الأخير لعين المكان شرع في حمل المواد الغذائية على متن سيارة، وكان المبحوث عنه رفقة إرهابي آخر قبل أن تباغته مصالح الدرك الوطني ليتم توقيفه في عين المكان، فيما لاذ الإرهابي المرافق له بالفرار إلى وجهة مجهولة بعدما أطلق عيارات نارية صوب عناصر الدرك الوطني، ويتعلق الأمر بالإرهابي المدعو نعاس الحاج المكنى بأبي عبادة. وعثرت مصالح الدرك الوطني بحوزة "لقمان" على سلاح ناري حربي،سلاح كلاشينكوف مجهز ب 31 طلقة نارية، حاملة خراطيش، صدرية، قنبلتين، كمية من الفتيل، صاعق كهربائي، صاعق ناري، جهاز منظار يدوي، ذاكرة، مبلغ مالي قدره 14 ألف دينار، خريطتين طوبوغرافيتين لبلدية سلمون، قوراية وأرهاط. سلّمت مصالح الدرك الوطني الإرهابي الموقوف لعناصر القطاع العملياتي من أجل استغلاله في تحرّيات ميدانية، ومن خلال التصريحات التي قدمها الإرهابي المكنى "لقمان"، تمكّنت مصالح الجيش الوطني الشعبى من تدمير عدّة مخابئ ومعاقل للعناصر الإرهابية التي كان ينشط معها، وذلك من خلال عمليات عسكرية في كل من عين الدفلى، الشلف، تيارت، غليزانوالبليدة، كما تم القضاء على عنصرين إرهابيين وحجز سلاحيهما، إضافة إلى استرجاع أربعة أسلحة من جبل شنوة سلبتها الجماعة من ارهابي. وتبيّن من التحرّيات أن الإرهابي يطو عبد الله إلتحق بالجماعة الإرهابية المعروفة ب"حماة الدعوة السلفية" سنة 1998 وذلك استجابة لطلب الإرهابي المقضي عليه المدعو رحموني كمال المكنى "خالد الكردي"، حيث إلتحق عبد الله بالنشاط المسلّح رفقة 27 شخصا أخر من أبناء منطقة قوراية اغلبهم كانوا تلاميذ في الطور المتوسط والإبتدائي واستمر بقاء عبد الله في معاقل الإرهاب لمدة 14 سنة إلى غاية توقيفه، وطوال تلك الفترة تنقل إلى عدة ولايات هي البليدة، غليزان، الشلف وعين الدفلى، أين شارك في عديد العمليات الإرهابية قدرت ب 32 عملية إرهابية من أصل 151 عملية ارهابية قامت بها الجماعة الإرهابية التي ينتمي إليها. وخلال التحقيق قدّم الإرهابي المذكور 63 اسما لأشخاص من مختلف الأعمار، قال أنهم كانوا يقدّمون مختلف المساعدات للجماعات الإرهابية من المؤونة، الألبسة، الدواء، الهواتف النقالة وشرائحها إضافة إلى تجنيد الشباب وترصّد تحرّكات مصالح الأمن. يذكر أن التنظيم الإرهابي المعروف ب"حماة الدعوة السلفية" يعد من أبرز التنظيمات الارهابية في الجزائر والتي كان يتمركز نشاطها في ولاية تيبازة وعين الدفلى، ويضم عناصر انشقوا في أواخر التسعينيات عن الجماعة الإسلامية المسلحة بعد خلافات حول لجوئها لأسلوب المجازر الجماعية والتفجيرات في الأماكن العمومية.
وكان التنظيم الارهابي يستهدف مصالح الأمن بمختلف أسلاكها، غير أن الضربات العسكرية، أفقدت "حماة الدعوة السلفية" قوتها في الميدان وقل وعدد عناصرها الذي انضموا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.