تباشر محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر برئاسة القاضي عمر بن خرشي الخميس المقبل محاكمة 49 شخصا مشتبه تورّطهم في الإنتماء إلى جماعة إرهابية المعروفة ب"سرية المهاجرين" والناشطة على مستوى ولاية تيبازة، حيث ينتظر تحويل أمير الجماعة الإرهابية المكنى "لقمان" من سجن الشلف إلى العاصمة. وينتظر أن تكشف جلسة المحاكمة التي تستمر أكثر من يوم عن تفاصيل مثيرة عن مخطط عمل الجماعة المذكورة. وقدّم المتهمون للمحاكمة، بعدما أرسل قاضي التحقيق بمحكمة سيدي امحمد أوراق ملف الجماعة الإرهابية المعروف بجماعة "ڤوراية" إلى النيابة العامة بمجلس قضاء الجزائر. ويواجه 49 شخصا منهم بينهم شيوخ في العقد الثامن من العمر تهم ثقيلة تتعلق بجنايات تكوين جماعة إرهابية مسلّحة، الإنخراط في جماعة إرهابية، والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد والاختطاف. الجماعة الإرهابية تمت الإطاحة بها سنة 2012، بعد توقيف الإرهابي الخطير المكنى "لقمان" أمير "سريّة المهاجرين" من طرف مصالح الدرك الوطني، الأخير تم استغلاله في إطار التحقيق ليتم التوصّل إلى 48 متهما آخرا بدعم وإسناد الجماعات الارهابية تتراوح أعمارهم بين 35 سنة و65 سنة ينشطون في الفلاحة وتربية الدواجن والمواشي، ينحدرون من ولايات تيبازة، الجزائر العاصمة والمدية. وتبيّن من التحقيق الأمني أنّهم يزوّدون الإرهابيين في الجبال بالمعلومات والمؤونة ويخطّطون لتقريب مراكز ومخابئ الإرهابيين للمدن الكبرى كالعاصمة. ومكّنت تصريحات المتهم أمام مصالح الأمن المشتركة من القضاء على الإرهابي الخطير "ع.ب" المدعو "جابر" بتاريخ 20 ماي 2012 في غابة بعين الدفلى واسترجع منه سلاح ناري، وهو أقدم إرهابي ينحدر من ولاية عين تموشنت وإلتحق بالجماعات المسلحة سنة 1995. وحسب محاضر الأمن فإن المدعو جابر من مواليد 1972، كان ينشط ضمن سريّة الأمراء والقيادة على محور الشلف، عين الدفلى وتيبازة. للإشارة فإن عناصر شبكة الدعم والإسناد قدّموا أمام قاضي التحقيق بمحكمة شرشال الذي أمر بإيداعهم رهن الحبس المؤقت، قبل أن يحال الملف على محكمة القطب الجزائي المتخصص بسيدي امحمد. ويذكر أن الإرهابي "لقمان" من مواليد 1980 بمنطقة ڤوراية التحق بالجماعات الإرهابية بجبال تيبازة والشلف سنة 1999، عندما كان طالبا بالثانوية ومكث بها 14 سنة، أين تقلد إمارة "سرية المهاجرين" التابعة لكتيبة "حماة الدعوة السلفية"، إلى غاية توقيفه في كمين، فيما يزال ارهابي آخر من ذات الجماعة محل بحث من قبل مصالح الأمن.