عندما كتبتُ مقالي الأسبوعيّ بيومية جزائرية محترمة، لا أزال أحبّها وأقرأها، برغم ما تلحقه بي من "كذا وكذا"، من مشاكسات على الطريقة الجزائرية؛ وكتبت يومها، أنَّ تعيين الصديق الرائع والمبدع الفذّ إبراهيم صديقي محافظا لمهرجان وهران للفيلم العربيّ، أمرٌ بغاية الروعة، فتساءلَ القارئُ كما مسؤول الجريدة، عمّا إذا كان المناط بالعمود الصحفيّ تقديم الخبر أم عرض التحليل في غياب التأكيد عن "الخبر"؟، وغاب عن هؤلاء جميعا أنَّ ما يربطني بهذا الشخص، أكبر من العمود ومن الخبر ومن أيّ شيء آخر: كتبت يومها، أنَّ "برهوم" سيضفي على هذا المهرجان من لمساته السحرية، وسوف يعطيه من روحه الباذخة ما يرتقي به لمصاف المهرجانات السينمائية العالمية؛ ولا زلت عند رأيي قبل أسبوعين تقريبا من انعقاد دورته الجديدة. ويقيني أنّ استقبال فنانين وفنانات كبيرات ومخرجين ومخرجات منَ الصفّ الأوّل، سيكتشفون أنَّ الجزائرَ "لم تسقط من المطر الأخير"، وأنّها ستؤكّد الحقيقةَ أنَّ المدن الصغيرة عادة في عرف المهرجانات هي مهد "السينما"، فإنّها في العرف الجزائريّ "تمشي على رأسها"، فما بالك لو كانت مدينة "كبرى" مثل "الباهية" وهران. ولكي تمشي البلاد على كلّ أسرارها، فلن تجد أروع من إبراهيم، أوّلا لكونه مبدعا مكتملَ الشعور بالجمال، وثانيا لكونه مسيّرا منَ الطراز الرفيع، وثالثا لكونه شاعرا من أهمّ أصوات الشعر في الجزائر المعاصرة، وبهكذا شاب لن نخجل أبدا في استقبال أيّ كبير، لأنَّ من يقوم بالعمل، ويحرص عليه، ويتابع دقائقَه، ليس إلاّ شابا جزائريا من الطراز "المقطوع".. لا يختلف جزائريان في محبّته والاعتراف بمقدراته.. قولوا "شيتة".. "هيه" برهوم صاحبي يستاهل. إبراهيم صدّيقي من أجمل وأروع أبناء بلادي.