كالعادة لم تخرج المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية عن إطار المشاركة من أجل المشاركة ولم تصنع الدورة الحالية التي تقام بمدينة ”ري ودي جانيرو” البرازيلية الاستثناء. حيث سجل الرياضيون الجزائريون المشاركون في هذه الدورة نتائج أقل ما يقال عنها أنها كارثية بأتم معني الكلمة فهي تشبه إلى حد كبير المشاركة في ألعاب أثينا 2004. قدمت من خلالها الرياضة الجزائرية صورة سوداء عاد من خلالها وفد ضمّ 64 رياضيا بخفي حنين ماعدا العداء توفيق مخلوفي الذي نجح في حفظ ماء وجه الرياضة الجزائرية بميدالية ذهبية في سباق ال800 متر بعدما أحرز الميدالية الفضية بالإضافة إلى تأهله إلى الدور النهائي من سباق ال1500 متر الذي يعول عليه الجزائريون من أجل سماع النشيد الجزائري يدوي في سماء ”ريو” البرازيلية. البعثة الجزائرية إلى ”ريو” كانت تتقلص شيئا فشيئا يوما بعد يوم وكانت البعثة الجزائرية المشاركة في أولمبياد ”ريو” تتقلّص من يوم إلى أخر حتى تلاشت تماما لتقتصر على رياضي واحد فقط هو توفيق مخلوفي الذي يعتبر أمل الجزائر الوحيد في الظفر بالمعدن النفيس الذي يأبى لحد الآن الدخول إلى خزائن الرياضيين الجزائريين الذين خيبوا الظنون والأمال التي كانت معلقة عليهم من طرف 40 مليون جزائري، في الوقت الذي صنعت فيه بعض الدول الحدث بانتزاعها ميداليات لأول مرة، منها المعدن النفيس، مثلما كان عليه الحال مع كوسوفوو بينما ”صناع الرياضيون الجزائريون التاريخ عكسيا، بعدما ”تألقوا” بإخفاقاتهم المبكّرة والمتكررة، على غرار المنتخب الأولمبي لكرة القدم الذي صرفت عليه الملايير من أجل أن يحصد الغبار والعرق في نهاية المطاف بالإضافة إلى بعض الرياضات الفردية. الملاكمة الجزائرية لم تصنع الاستثناء هذه المرة وعقب ترسيم إقصاء مجمل الرياضيين الجزائريين منذ الأيام الأولى للدورة في مختلف الاختصاصات على غرار فراح بوفادن في الجمباز وزهير قدّاش في الملاكمة وغيرهما، أقصي الملاكم الجزائري، شعيب بولودينات في وزن ال91 كلغ في الدور ثمن النهائي لدورة الملاكمة للأولمبياد، بعد انهزامه أمام الموريسي سان بيار كينيدي بنتيجة (2-1). وتوقفت مسيرة بولودينات نائب بطل إفريقيا قي هذا الدور، حيث لم يستطع الدخول في المنازلة بعد انهزامه في الجولتين الأوليين، وعودته في الجولة الأخيرة التي كانت لصالحه جاءت متأخرة بالاضافة إلى إقصاء كل من شادي وزميليه بن شبلة وفليسي الذين كانت الأمال معقودة عليهم من أجل إنقاذ سمعة الفن النبيل الجزائري من مهزلة حقيقة. رياضيون ذهبوا من أجل المشاركة فقط وآخرون سافروا من أجل السياحة ولم يكن حال الرياضات الأخرى أحسن من الملاكمة وكرة القدم ،حيث أقصي الجزائري سيدعلي بودينة في الدور ربع النهائي لمنافسة التجذيف (سكيف فردي رجال) ضمن الألعاب الأولمبية بعد احتلاله المرتبة الخامسة. وسجل بودينة توقيتا قدره 7د 13ثا 59ج، وهو توقيت أفضل مما سجله عندما أحرز على المركز الأول في السباق الاستدراكي الذي قطعه في ظرف 7د 20ثا 84ج. دون ان ننسى الرياضات الاخرى التي تفنن اصحابها في الاخفاق كما تفنن القائمون عليها في تبرير فشلهم ليتأكد في نهاية المطاف أن هدف هؤولاء الرياضيين والقائمين عليهم لم يكن الذهاب إلى البرازيل من أجل تشريف الجزائر بقدر ما كانت هذه الرحلة استجمامية القصد منها قضاء عطلة نهاية السنة على نفقة الدولة الجزائرية في زمن التقشف. بورعدة شرف الجزائر رغم نقص الامكانيات وتجاهل المسؤوليين ووسط كل هذه النتئج السلبية نجد بعض الرياضيين الذين كان همهم الوحيد تشريف الجزائر مثلما فعل العداء الجزائري، العربي بورعدة الذي احتل المرتبة الخامسة في العشاري، بعد ثلاثة أيام من المنافسة استقطب فيها اهتمام الجزائريين، الذين تابعوا كل أطوار الاختصاص وساندوه ونال في الأخير تقدير واحترام الجمهور الرياضي الذي تداول على نطاق واسع صورته أثناء تدريبات تختزل ما يعانيه الرياضيين الجزائريين. العربي بورعدة عرف مساندة واسعة من قبل الجزائريين، وهو الذي كان يتبارى في اختصاص العشاري الذي يضم عشرة اختصاصات في ألعاب القوى ليحتل في الأخير المرتبة الخامسة بعد أن فاز بعدة اختصاصات. ونال بورعدة تقدير واحترام الجزائريين، الذين تداولوا على نطاق واسع صورة تؤكد الظروف المزرية التي يتدرب، فالصورة تظهر بورعدة يسترجع قواه بقارورات بلاستيكية في حوض حمام حديدي، وهي صورة تعود لتحضيراته لأولمبياد لندن 2012، وتم مقارنتها بطرق تبريد الرياضيين الكبار. أمال الجزائريين معلقة على مخلوفي في نهائي ال1500 متر يتابع الجزائريون غدا العداء الجزائري، توفيق مخلوفي، الذي سيكون على موعد مع الدور النهائي لسباق 1500 متر لأولمبياد ريو، بعدما تأهل إليه أمس، رغم التعب الذي نال منه، بسبب مشاركته في مسابقتين هما ال800 متر التي نال فضيتها وسباق ال 1500 متر. ويشارك مخلوفي في سباق ال 1500، الذي فتح له باب عالم النجومية، وأصبح مخلوفي مختصا فيه بعد تتويجه بميدالية ذهبية في أولمبياد لندن 2012، ومثلما عود مخلوفي عشاقه بمفاجآته، فإنه لن يكون غريبا إذا أهدى العداء ميدالية ثانية للجزائر ستدخله تاريخ المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية من بابه الواسع، لأنه سيكون السفير الجزائري الوحيد الذي يهدي ثلاث ميداليات في الألعاب الأولمبية، وحتى العدائين نور الدين مرسلي وحسيبة بولمرقة لم يهديا الجزائر أكثر من ميدالية واحدة في الأولمبياد رغم أنهما كانا في قمة عطائهما ليكون نجاح ابن مدينة سوق أهراس بمثابة الشجرة التي تغطي غابة الاخفاق للرياضيين الجزائريين الذي طبقوا مثلا شعبيا جزائريا معروفا خلال مشاركتهم في أولمبياد ريو دي جانيرو وهو ...”ياسعد من زار وخفف”.