تستضيف مدينة هانغتشو الصينية منذ يوم أمس، لأول مرة، أشغال قمة مجموعة ال20، التي حملت عنوان "نحو اقتصاد عالمي مبتكر ونشط ومترابط وشامل" وسييناقش فيها المجتمعون المشاكل ذات المدى القصير التي تعيق التنمية المستدامة وسبل مواجهة المعيقات على المدى الطويل. وحضر القمّة التي تعد أحد أبرز وأهم المنتديات الاقتصادية على مستوى العالم، بالنظر للثقل السياسي الذي تتمتع به دول مجموعة ال20، في صنع القرار المالي والاقتصادي على المستوى الدولي، ما يخول لها فرض رؤاها السياسية. وخلال انطلاق فعاليات القمة أمس، وقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في صف واحد مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وصافحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووقف بجانبه. وخلال التقاط الصور التذكارية وقف الرئيس الصيني شي جين بينغ وسط الحضور وعلى يساره بوتين وعلى يمينه الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على ضرورة تحويل مجموعة العشرين الكبرى من منتدى للنقاش إلى آلية عمل حقيقية. وقال في كلمته الافتتاحية "يجب أن تتوافق مجموعة ال20 مع الواقع الجديد ويجب البحث عن طريق للسير قدما إلى الأمام. ودعا جين بينغ دول المجموعة إلى إقامة اقتصاد عالمي منفتح والتخلي عن فرض تدابير حماية جمركية جديدة في مجال التجارة، وشدد على ضرورة مواصلة تبسيط وتحرير التجارة والاستثمار. ومع ذلك لا يبدو أن يترك المجتمعون في هانغتشوا السياسة جانبا دون إقحامها في الأمور الاقتصادية. فخلال اللقاء الذي جمع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بنظيره الأمريكي، باراك أوباما، صباح أمس، بعيدًا عن وسائل الإعلام، على هامش القمة. وتوقع ملاحظون أن يكرس اللقاء لبحث محاولة الانقلاب الأخيرة التي شهدتها تركيا منتصف جويلية الماضي وتسليم فتح الله غولن والأزمة بين البلدين. وأكدت تصريحات أوباما حدس هؤلاء بعدما أكد أن بلاده ملتزمة بإحالة منفذي المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام العدالة. وبشأن الوضع في سوريا قال أوباما إن واشنطن وموسكو تعكفان على إنهاء اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا لإيصال المزيد من المساعدات للمدنيين. وتحدث أوباما في أعقاب لقائه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، عن خلافات كبيرة مع الروس فيما يتعلق بدعم اطراف النزاع وبشأن العملية اللازمة لإقرار السلام في سوريا. وشدّد أوباما على القول "إذا لم يعمل الروس على تخفيف وتيرة العنف والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية، فإنه من الصعب أن نرى طريقا للانتقال إلى المرحلة المقبلة". يذكر أن "مجموعة العشرين"، منتدى اقتصادي تأسس عام 1999 بسبب الأزمات المالية التي شهدها العالم في تسعينات القرن الماضي، ويمثل هذا المنتدى ثلثي التجارة في العالم. وتضم المجموعة 20 عضوا هم: الصين والهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا من أوروبا، وجنوب إفريقيا من إفريقيا، والمملكة السعودية من قارة آسيا، والأرجنتين والبرازيل من أمريكا الجنوبية، إضافة إلى روسياوتركيا من خارج الاتحاد الأوروبي، ومن أمريكا الشمالية الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك، وأستراليا. وساهمت المجموعة في صياغة سياسة تدعم النمو الاقتصادي العالمي وترمي إلى خلق فرص للعمل وفتح آفاق جديدة للتجارة الحرة العابرة للقارات، وذلك من خلال علاقات وثيقة بالمؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية، بما في ذلك مجلس الاستقرار المالي العالمي ومنظمة العمل الدولية وصندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية والبنك الدولي، وغيرها من الهيئات الأممية المعنية ببلورة السياسات الاقتصادية. يذكر أنّ البيان الختامي للقمة العاشرة التي عقدت بأنطاليا التركية عام 2015 خرج بقرارات ذات طابع سياسي، إذ أعلنت دول مجموعة العشرين أنها ستتخذ سلسلة "إجراءات" ضد الانتشار المتنامي للإرهابيين الأجانب وتقاسم المعلومات، ومراقبة الحدود لرصد حركة التنقل وتعزيز الأمن الجوي الدولي، كما ندد البيان بالهجمات الارهابية التي شهدتها باريس وأنقرة في أكتوبر الماضي.