يصف معهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكية القريب من دوائر صنع القرار، ”الجزائر بالعملاق الناعس، وجيشها بأفضل جيوش المنطقة”، بشهادة قيادات عسكرية أمريكية، لكن العلاقات بين البلدين ”مرتبكة” بسبب ”شكوك إزاء أي تواجود غربي على الأراضي الجزائرية، وهي جزء من عقلية تتجاوز جهاز الدولة إلى المواطنين. أوضح أمس، التقرير الأمريكي الذي جاء تحت عنوان ”خيارات السياسة الأمريكية في الجزائر والمغرب وتونس”، أين تم التطرق للعقبات التي تواجه الولاياتالمتحدة في منطقة شمال إفريقيا، إضافة إلى مقومات كل بلد، أن الجزائر يمكن وصفها بالعملاق ”الناعس”، مؤكدا أن الجيش الجزائري هو أفضل جيوش المنطقة، كما أن الجزائر تتوفر على مؤهلات تجعلها تؤثر في بقية البلدان المجاورة بحكم التاريخ ومقومتها الجغرافية. وقال المعهد الأمريكي أن السلوك الجزائري ما زال يتأرجح بين التعاون النشط مع الولاياتالمتحدة بشأن عمليات مكافحة الإرهاب ويتضح هذا في السابق، بالتعاون عبر مناورات عسكرية مشتركة ”فلينتلوك”، وتابع أن المشاركة الجزائرية في برنامج التعاون العسكري الإقليمي الذي تشرف عليه الولاياتالمتحدة، يسودها نوع من التردد فيما يتعلق بتوسيع المشاركة مع القوى الغربية لشكوكها وامتعاضها ورفضها إزاء أي تواجد غربي داخل الأراضي الجزائرية، و”هي جزء من عقلية تتجاوز جهاز الدولة وتؤثر على المواطنين أيضا” على حد قوله. وعرج المعهد الأمريكي على علامات السياسة الخارجية الجزائرية عن طريق عدم الانحياز والسيادة الوطنية وعدم التدخل، والدعم من أجل تحرر عالم الجنوب، حيث لخص التقرير النظرة الجزائرية إلى الولاياتالمتحدة في ”العداء والعناد من جانب السلطات الجزائرية”، أما الولاياتالمتحدة فغالبا ما تنظر إلى الجزائر بأنها منعزلة، وعمليات شراء الأسلحة الروسية تشكل مصدر قلق، حتى إذا كانت الجزائر نوعت مورديها في الآونة الأخيرة، وخاصة عندما يكون هناك شك في أن الجزائر طالما تتمنى إضعاف الولاياتالمتحدة والهيمنة الفرنسية في المنطقة، فقد ”لعبت مع الجانبين”. وأبرز التقرير أهمية الجزائر من حيث الموقع الجيواستراتيجي والمصالح الاقتصادية، خصوصا مع صعود تنظيمات إرهابية، القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، المرابطون، وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، أنصار الدين، بوكو حرام، وفروع تنظيم داعش، في جميع أنحاء المغرب العربي والساحل، ومن هذا المنطلق تكمن أهمية العلاقة مع الجزائر، يقول المصدر.