تشهد الطرقات الجزائرية جرائم في حق البشرية. ومع أن العدالة الجزائرية تحاكمهم بتهم القتل الخطأ، إلا أن عائلات الضحايا ترفض الخضوع لمنطق الخطأ في حال كان السائق في حالة سكر، حيث تتهم عائلات الضحايا السائقين بتعمد قتل فلذات أكبادها، خاصة في حال اكتشافهم أن الخطأ واقع قبل ارتكاب الجريمة مثل احتساء المشربات الكحولية أو تعطل الفرامل.. من خلال هذا المقال سننقل بعض الحالات التي شهدتها المحاكم الجزائرية، من قتل عن طريق الخطأ أو التسبب في عاهات مستديمة خلال تسبب السائقين في حوادث مرورية. سائق متهور يتسبب لإطار بالخطوط الجوية الجزائرية في عاهة مستديمة في واقعة مفجعة، تعرض إطار بالخطوط الجوية الجزائرية إلى جانب صديقه الميكانيكي، إلى حادثة مؤلمة كلفتهما غاليا، بعد أن قام بدهسهما سائق متهور تسبب لهما في عاهة مستديمة، بعد أن ركنا سيارتهما في منطقة أمان بمنطقة دالي ابراهيم، وراحا يتفقدان عطبا صغيرا كان أصاب سيارتهما. وعالجت منطقة بئرمرادرايس هذه القضية، التي وقع ضحية فيها الشابان السالفا الذكر، هذه القضية التي لم يمثل المتهم فيها للمحاكمة، والذي تورط بتهمة الجروح الخطأ. قضية الحال، تعود حسب ما دار في جلسة محاكمة الأطراف، إلى توقف سيارة أحد الضحيتين الذي اضطر بذلك للتوقف على مستوى الشريط الاستعجالي بالطريق السريع الرابط بين بن عكنون وزرالدة اضطراريا في انتظار صديقه الميكانيكي، خلال توجه ذلك الأول لمنزله المتواجد بمنطقة دالي ابراهيم. وبعد قدوم صديقه الميكانيكي كانا بصدد تفقد العطب الذي أصاب السيارة، بعد أن وضعها إشارة مثلث الخطر وراحا يتفقدان السيارة، وفي هذه الأثناء تفاجآ بسيارة يقودها شخص متهور وهي تقذفهما بعيدا بعد أن فقد السائق التحكم فيها، ما أدى لإصابتهما بجروح متفاوتة وكسور خطيرة على مستوى الحوض والأرجل، نتج عنها تعرض الإطار لعاهة مستديمة ستلازمه مدى الحياة هذه الحالة التي منعته من مزاولة مهامه كسابق عهده، حيث قرر هذا الأخير متابعة السائق المتهور بتهمة الجروح الخطأ، حيث لم يمثل هذا الأخير أمام هيئة المحكمة، التي اضطرت لمحاكمته غيابيا. وتحت ضوء ما دار في جلسة المحاكمة من أقوال التمس وكيل الجمهورية تسليط عقوبة 6 أشهر حبسا نافذا و20 ألف دج غرامة نافذة. في حين قرر القاضي تأجيل النطق بالحكم إلى ما بعد المداولات القانونية في القضية. إطار بميناء الجزائر يدهس مسافرين بمحطة الحافلات في ”لاكوت” أثناء تواجد مسافرين في محطة الحافلات المتواجدة ب”لاكوت”، تفاجأوا بتوجه سيارة نحوهم بسرعة هائلة لتنقلب عدة مرات وتقع فوق هؤلاء المسافرين، ليجدوا أنفسهم متجمعين في سيارات الإسعاف، حيث خلف هذا الحادث عاهات مستديمة للضحايا من بينهم شخص بترت رجله أثناء الحادث، فيما أكد بعض الضحايا أنهم مازالوا يعانون من الإصابات التي تعرضوا لها بتاريخ الوقائع إلى يومنا هذا. ومن جهته، أكد المتهم ”ت.ب”، وهو إطار بميناء الجزائر، أنه فقد السيطرة على سيارته، موضحا أنه كان يقود بسرعة لا تتعدى 70 كيلومترا في الساعة، متأسفا للضحايا الذين حضروا جلسة المحاكمة في ظروف صحية صعبة، والذين أوضحوا للقاضي بأنهم يعانون ظروفا صحية صعبة جراء الحادث. وعلى ضوء هذه الأقوال التمس ممثل الحق العام لمحكمة بئرمرادرايس تسليط عقوبة سنتين حبسا نافذا و200 ألف دينار غرامة نافذة للمتهم المتواجد رهن الحبس المؤقت. شبان يتسببون في حادث مرور أودى بحياة أستاذ وإعاقة رفيقه التمس وكيل الجمهورية بمحكمة باب الوادي تسليط عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا لشلة من الشبان لا يتعدى عمرهم 21 سنة، على خلفية تورطهم في قضية تنوعت التهم فيها بين القتل الخطأ، تحريض قاصر على الفسق وفساد الأخلاق، وعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر. وخلال مثول المتهمين للمحاكمة أجمعوا على أنهم اجتمعوا ليلة عيد ميلاد أحدهم بتاريخ 21 جويلية من سنة 2011. هذا الأخير الذي قاد سيارته وكانت رفقة هؤلاء الشبان فتاة قاصر لم يتجاوز سنها ال16 سنة، حيث كانوا نازلين بذلك عن طريق سيدي لكبير لتمضية سهرتهم بعد أن تناولوا مشروبات كحولية، ليصطدموا بالضحية الذي كان عائدا من فرح أحد أصدقائه وهو برفقة شاب آخر على متن دراجة نارية، ما أدى إلى وفاة هذا الشاب. أما الشاب الآخر فقد استفاد من عجز طبي عن العمل لمدة 90 يوما بعد أن أصيب بعاهة مستديمة. الضحية المتوفى كان يحضر لنشر كتاب مسائل رياضية للمترشحين لشهادة الباكالوريا، وهو شاب معروف بخصاله الحميدة، وثارت ثائرة أقاربه الذين علموا أن المتهمين تركوه بساحة الجريمة إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة وفروا هاربين من مسرح الجريمة بعد ارتكابهم لحادث المرور الخطير الذي أودى بحياة هذا الأستاذ وتسبب في عاهة مستديمة لصديقه. تجدر الإشارة إلى أن الشاب المتوفي لفظ أنفاسه الأخيرة عند مدخل حيه في منتصف الليل، بعد أن عانى لساعات طويلة من جروحه المتفاوتة التي نتجت عن الحادث المروري المروع الذي ارتكبه هؤلاء الشبان الذين كانوا في حالة متقدمة من السكر. سائق حافلة ”إيتوزا” يودي بحياة تلميذة ويتسبب لرفيقتها بعاهة أدانت محكمة بئرمرادرايس بالعاصمة، في شهر مارس من السنة الجارية، المتسبب في حادث المرور المروع الذي وقع بمنطقة شوفالي بعام حبسا نافذا و50 ألف دج غرامة نافذة، مع إلزامه بدفع تعويض للضحية بقيمة 648 ألف دج، إضافة إلى تكاليف الجنازة المقدرة ب90 ألف دج، مع سحب رخصة سياقته لمدة سنة. المتهم، وهو سائق حافلة نقل الطلبة التابعة لمؤسسة ”إيتوزا”، البالغ من العمر 33 سنة، والذي توبع في قضية القتل الخطأ والجروح الخطأ بواسطة حافلة نقل المسافرين، نتيجة ارتكابه لحادث مرور مروع راحت ضحيته فيه فتاتان في عمر الزهور. الأولى لقيت حتفها في مسرح الجريمة بينما تعرضت الفتاة الثانية لجروح متفاوتة الخطورة. وكانت قضية ”رانية وكاميليا”، قد أثارت الرأي العام بعد تعرضهما لحادث مروري خطير في طريق عودتهما إلى المنزل بمنطقة شوفالي بالعاصمة بتاريخ 22 فبراير على الساعة الخامسة و40 دقيقة مساء، بعد خروجهما من ثانوية عبد الرحمان بن رستم. وكان شاهد عيان قد روى أنه حين كان عائدا من الدراسة، وكانت الضحيتان تسيران على بعد أمتار قليلة أمامه، قام بتجاوز الفتاتين وقطع الطريق، وما هي إلا لحظات حتى دوى صوت اصطدام سيارة، فتلفّت وشاهد رانية ساقطة جثة هامدة وآثار العجلات على وجهها، فيما انحرفت الحافلة باتجاه الرصيف.. مضيفا أنه كانت هناك سيارة أجرة متوقفة في الطريق تنتظر مرور رانية وكاميليا، لكن سائق الحافلة التي كانت قادمة من الخلف وتسير بسرعة، فقد السيطرة على فرامل الحافلة فاصطدم بمؤخرة سيارة الأجرة، والتي اندفعت باتجاه الضحيتين وصدمتهما بقوة، بينما واصلت الحافلة سيرها بعد أن فقد السائق التحكم فيها، أين لفظت رانية أنفاسها في الحين، بينما ظلت صديقتها تفترش الأرض على مقربة منها ورجلها ملتوية حولها. وبمثول المتهم للمحاكمة أكد أن الحادث كان خارجا عن إرادته وكان سببه الرئيسي راجع لتعطل فرامل الحافلة التي كانت عائدة من جامعة بوزريعة في طريقها نحو الإقامة الجامعية بباب الزوار، ليقع ما لا يحمد عقباه بتاريخ الواقعة، وأوضح أنه بتاريخ الوقائع وخلال تفاديه الإصطدام بأحد السيارات التي كانت قبله نتيجة تعطل فرامل حافلته اصطدم بسيارة أجرة من نوع ”بيجو” ما تسبب في إصابة الضحيتين، حيث أكد أنه لم يقصد إيذاء الضحيتين، وإنما تعطل الفرامل حال دون تمكنه من السيطرة على الحافلة. كما تراجع خلال جلسة المحاكمة عن التصريحات الأولى التي أدلى بها، والتي جاء فيها أنه نبه مسؤوليه إلى الخلل بفرامل الحافلة الذي كانت تعاني منه قبل وقوع الحادث، مؤكدا في جلسة المحاكمة أن الخلل كان فجائيا وقع دون سابق إنذار. كما أشار إلى أنه كان يسير بسرعة 10 كم / سا خلال ولوجه منطقة شوفالي نظرا لزحمة السير التي تشتهر بها هذه المنطقة، خاصة في أوقات بداية الدوام أو نهايته، موضحا أنه فقد السيطرة على الحافلة في منحدر شوفالي ونظرا لكونها كانت تعج بما يقارب 90 طالب زاد من سرعتها، وحال دون تمكنه من السيطرة عليها، ما دفع به لإخراج رأسه من النافذة أين راح يصيح ويطلب من الراجلين الابتعاد عن طريقه لأنه فقد السيرة على الحافلة.. ”أهربوا راحولي لي فران”، ولولا قيامه بهذا الفعل لوقعت مجزرة جماعية يصعب عداد الموتى فيها. كما أرجع مسؤول الصيانة إلى أن العطب كان نتيجة عدم تفقد السائق لمؤشر الفرامل بالحافلة الذي وصل مرحلة الخطر والتعطل، في حين طالبت دفاع الطرف المدني بإلزام المتهم بأن يدفع لعائلة الفتاة المرحومة مبلغ 400 مليون سنتيم، في الوقت الذي لم يتوقف والدها عن البكاء طوال فترة المحاكمة، خاصة عندما جاء في معرض مرافعة وكيل الجمهورية أن الفتاة المتوفاة تحولت جثتها إلى أشلاء مبعثرة صعب جمعها، أين لم يتوقف والدها عن البكاء بحرقة. كما استنكر دفاع المتهم تشبيه النيابة لموكله بالسائق غير المسؤول، مؤكدا أن موكله سائق محترف يزاول مهنته هذه منذ 13 سنة، وأنه لولا احترافيته لوقعت مجزرة بمكان الحادث، وأكد أن موكله يتقاضى مرتبا ثابتا وأن تكاليف التصليح تتكبدها شركة النقل، ما يجعله في وضعية ضحية للظروف السيئة المفاجئة، كما استغرب غياب خبرة في القضية. في الوقت الذي رافع فيه وكيل الجمهورية ونوه لخطورة الوقائع في قضية الحال، والتي أدرجها ضمن قائمة قضايا إرهاب الطرقات، التي تحصد آلاف الأرواح سنويا، نتيجة لرعونة السائقين الذين لا يعيرون اهتماما لأرواح المارة، ملتمسا بذلك تسليط أقصى العقوبات على المتهم.