يسعى عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية، إلى إعادة لم شمل أبناء التيار الواحد عن طريق ”مولود اندماجي” جديد بتشكيل تحالف للإسلاميين لدخول الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي من المقرر أن تنظم في الربيع القادم، وهي محاولات ليست بالجديدة، لكنها تصطدم في كل محاولة بجدار عقدة الزعامة، التي كانت دائما تقف عائقا أمام الإسلاميين في كل مرة يريدون أن يعودوا إلى جادة الصواب والدخول في الصف الواحد، وحتى وإن نجح جاب الله في ”ضم” ”النهضة الحالية” إليه، أو بالأحرى استرجاعها، في وقت لايزال يخطط لجلب البناء والتغيير إلى صفوفه، فإن شخصيات كثيرة من قيادات الصف الأول في الحركة ترفض جاب الله لشخصه وليس لأمر آخر وهو ما يجعل مصير هذا المولود مجهولا ستعرّي التشريعيات المقبلة كل النوايا من ورائه. وإذا كانت أحزاب التيار الإسلامي قد قطعت الشك باليقين، فيما يخص مشاركتها في الاستحقاق التشريعي القادم، سواء بشكل انفرادي على غرار حركة مجتمع السلم، أو من خلال تحالف اندماجي ما بين تشكيلتي النهضة وجبهة العدالة في مع احتمال التحاق حزبين آخرين وهما البناء والتغيير، عوض التكتل الأخضر التي انتهى عهده مع انتهاء العهدة البرلمانية السابعة في غضون أشهر قليلة، فإن المتتبعين يطرحون قضية جدوى هذا التحالف اليوم أمام أغلبية آلة الموالاة التي تطعن فيه قبل ميلاده سواء من حيث العدد النيابي أو فاعليته في تمرير قوانين رغما عن أنوفهم. إلى جانب أن خضوعهم وقبولهم لجاب الله كزعيم يخبرنا بمدى ضعف الإسلاميين متشتتين، حيث لن يجرؤوا على الدخول إلى القصر منفردين ما عدا حمس. ويطرح المتتبعون قضية نجاح أو فشل هدا التحالف الإندماجي المقرون بقناعة القاعدة النضالية والرأي العام بجدواه بالنسبة للقيادات أولا ثم للمواطن، الذي يفقد أو فقد ثقته في الأحزاب السياسية منذ زمن، ولاسيما التشكيلات الإسلامية التي عادة ما تتعرض لانتقادات جمة على الساحة السياسية، خاصة بعد أن أسال تكتلها ضمن تنسيقية الحريات مع تيارات تختلف معها إيديولوجيا تحت لواء هيئة التشاور والمتابعة ضمن فضاء تشاوري ضم أحزاب معارضة مختلفة وشخصيات وطنية، حبرا لم يجف لغاية الساعة، ثم هو مرهون ايضا بمواجهة ”سرطان” الزعامة الدي يستشري في عقول زعماء هدا التيار. كما أنه بالعودة إلى إنجازات التحالف اإسلامي داخل وخارج المؤسسات الدستورية، فإن النتائج تعتبر هزيلة مقارنة بما روج لها سابقا، لاسيما وأن منطق الأغلبية البرلملنية يجعل من هذا القاعدة النيابية التي تحصد عن طريق التحالف ”مشلولة” إن لم نقل وجودها مثل عدمه، خاصة وأن التكتل الأخضر الذي ضم أكبر حزب إسلامي ”حمس” إلى جانب النهضة والإصلاح، مقاعدة ضئيلة مقارنة بحزب واحد من المولاة، وهو ما يطرح إشكالية عمل هذا التحالف الإندماجي الدي يكتفي بالتنديد والاحتجاج والرفض، غير أن هدا ألخير من شأنه أن يجعل كفة الإسلاميين هده المرة تتفرق تحت قبة زيغود يوسف، حيث أن دخول تحالف جاب الله دون حمس سيزيد من تفرقهم خاصة وأن حركة مجتمع السلم التي فضلت الدخول منفردة الى سباق التشريعيات ستجد أمامها منافسا يحمل نفس التوجه الإيديولوجي فعوض التكتل هاهو التشتت مرة أخرى يلاحقهم تحت قبة البرلمان، فاما سيكون نعمة بزيادة عدد المقاعد البرلمانية او نقمة عليهم.