عاشت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ”المجاهد الدكتور محمد الطاهر العدواني”، مساء يوم السبت، بولاية الوادي، أجواء من الخيال الشعري كان بطلها الشاعر عاشور فني الذي أمتع الحاضرين من شعراء وفنانين ومحبي الأدب. وقدم الأمسية الشعرية الشاعر بشير غريب، حيث قدم الشاعر عاشور فني، والذي يعد شاعر عربي جزائري يعمل أستاذا في جامعة الجزائر، نشر أعمالا شعرية إبداعا وترجمة، وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية العربية والدولية، وله مسار ثقافي وإبداعي متميز، كما له مجموعة من الدواوين نشرت باللغة العربية نذكر منها ”هنالك بين غيابين يحدث أن نلتقي”، ونصوص ”هايكو” الجزائر 2007، و”الربيع الذي جاء قبل الأوان” عن اتحاد الكتاب الجزائريين سنة 2004، و”رجل من غبار”، و”رابطة الاختلاف” بالجزائر سنة 2003، و”زهرة الدنيا” عن دار الفارابي، الجزائر 1994، و”أحدثكم عن سماواته”، كما يزخر رصيد الشاعر الفني، عدد من النصوص باللغة الفرنسية ونصوص مترجمة منها، ”الأرواح الشاغرة” لعبد الحميد بن هدوقة، و”عراجين الحنين” للأخضر فلوس، و”عروج السنونو” لأحمد عبد الكريم، و”اكتشاف العادي” لعمار مرياش، و”ما يراه القلب الحافي” لعياش يحياوي. وأكد من جهته مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ”المجاهد الدكتور محمد الطاهر العدواني”، تجاني تامه، أن المكتبة تحاول أن تفتح مجال للإبداع والشعر لتجسيد الفعل الثقافي في الولاية، وفي نفس السياق شكر الشاعر عاشور فني والحاضرين على تلبيتهم للدعوة. وألقى عاشور فني على الحضور نصوص من قصائده، واختار قصيدة ”شمس الأصيل” من ديوان ”زهرة الدنيا” القصيدة التي كتبها سنة 1987 في مدينة الوادي بمناسبة زيارته للولاية في ملتقى الأمين العمودي، وبعد قراءات أخرى من قصائده، طلب بعض الحاضرين من الشاعر أن يقرأ قصيدة ”ضم الحبيب حبيبه” الذي غناها الفنان محمد بوليفة ليغنيه في هاته الأمسية الفنان فريد مخلوفي. وتخلل هاته الأمسية وصلات شعرية من شعراء الولاية، من بينهم السعيد المثردي، بشير ونيس، فريد مخلوفي، بشير غريب، صالح خطاب، مصطفى صوالح، عبد القادر ميهي، ليتم في الأخير تكريم الشاعر عاشور فني وبيع بإهداء لديوانه ”أخيرا أحدثكم عن سماواته”. وقال فريد مخلوفي، في هاته الأمسية احتفينا بشاعر كبير وقامة كبيرة من الجزائر أحبت هاته المنطقة وأخذت من ذاكرتها الشاعر عاشور فني الذي زار الوادي، وهو يقول شعر مبتدأ، ويزورها الآن عملاقا في الشعر، والفضل كل الفضل لهاته المكتبة التي تجمع أشتات المثقفين من هناك وهناك، وتحاول أن تقوم بعملية المزاوجة والتلاقح الثقافي بين الشعراء، وخلقت هذا الفضاء الكبير لتجمع نخبة كبيرة من شعراء المنطقة، فالشكر كل الشكر للمكتبة الرئيسية على تنظيمها لمثل هاته الأمسية، ليضيف من جهته بشير خلف، ”الأمسية الشعرية التي حضرناها اليوم ونظمتها المكتبة الرئيسية كانت رائعة ومميزة جدا لكونها استضافت قامة من قامات الشعر الجزائري المعاصر، وهو الأستاذ الكاتب والمبدع والشاعر عاشور فني الذي له باع طويل ومساهمات كثيرة في الفضاء الشعري الجزائري، أيضا كانت أمسية رائعة لأن الحضور كان مميزا وكان أغلب الحضور من الشعراء المميزين في هذه الولاية، والذين لهم تجذر كبير في صناعة المشهد الشعري بالوادي. وعبر الشاعر عاشور فني عن سعادته بالمناسبة التي وصفها بالرائعة، كما أكد نفس الوقت عن سعادته بالمستوى الذي أخذته الثقافة في الوادي وفي مناطق أخرى، بحيث قال أنها قريبة من الأحياء، من السكان، من الشباب، وفي نفس الوقت تعمل على تحويل الإبداع والشعر والفن إلى نشاط يومي يدخل في جدول أعمال الناس الذين يحضرون هاته الأنشطة. وقدم الشاعر عاشور فني، في الأخير، دعوة إلى الاقتداء لمثل هاته المبادرات التي تنظمها المكتبة الرئيسية، وبدورها أصبحت مركزا للنشاط الثقافي وللفعل الإبداعي المستمر.