طرحت الانشقاقات التي عرفتها المعارضة في الآونة الأخيرة عدة تساؤلات حول مصيرها، فهل ستستجيب الأحزاب المحسوبة على المعارضة لدعوة رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، إلى العمل سويا في فضاء جديد، بعد أن فشلت هيئة التشاور والمتابعة التي فجرتها تشريعيات 4 ماي2017، أم ستبقى دار لقمان على حالها خاصة بعد رفض ”أوفياء مزفران” الجلوس مجددا مع كل الأحزاب المعارضة التي شاركت في التشريعيات، بالإضافة إلى مشكل هياكل البرلمان الذي زاد في توسيع الهوة أكثر فأكثر بين كوادر التيار الإسلامي وجعل أمر توحده صعبا جدا، خاصة مع تبادل الاتهامات الذي وصل حد التخوين. وكان رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، قد كشف مؤخرا عن قرب انطلاق مشاورات بين قوى المعارضة، من أجل مواجهة الانسداد السياسي والانفلات المؤسساتي والأزمة الاقتصادية الخانقة والتصدع الاجتماعي. وأشار بن فليس إلى أن العودة إلى طاولة واحدة مع التشكيلات السياسية المحسوبة على الجبهة المضادة للسلطة سيكون قريبا، وذلك من أجل إعادة لم الشمل لمواجهة تحديات الجزائر، بعد أن تشتتت المعارضة بعد نكسة التشريعيات التي حلت بها، على إثر قرار جل الأحزاب المنضوية تحت لواء هيئة التشاور والمتابعة المشاركة في استحقاقات الرابع ماي الماضي، ما عدا حزبين وهما طلائع الحريات وجيل جديد، ما نتج عنه زوال هذا الفضاء السياسي الذي ولد في 2014 حين كان سقف مطالبه عاليا بضرورة إحداث التغيير السلمي والانتقال الديمقراطي. وقوبلت تصريحات علي بن فليس، برفض من طرف ”أوفياء أرضية مزفران” التي يقودها رئيس حزب ”جيل جديد” جيلالي سفيان، والذين أكدوا رفضهم الجلوس مجددا مع الأحزاب المعارضة التي خانت أرضية ”مزفران”، مبرزين أن استحقاقات 4 ماي 2017 كانت فرصة ومحطة هامة للتمييز بين المعارضين الحقيقيين وأشباه المعارضين الذين يمارسون المعارضة من أجل تحقيق مصالحهم الضيقة على حساب المصلحة العامة للبلاد. من جهة أخرى، يطرح التيار الإسلامي العديد من التساؤلات حول مستقبله، حيث يبدو أنه لم يعد قادرا على مسايرة التطورات التي تشهدها الساحة السياسية في البلاد، كما يبدو أنه سيواجه عدة صعوبات وعوائق ستحول بينه وبين توحيد صفوفه. فبعد محاولات تكتل كل من حركة النهضة والبناء والعدالة من جهة، وعودة جبهة التغيير برئاسة عبد المجيد مناصرة إلى حضن الحركة الأم ”حمس”، جاءت نتائج تشريعيات الرابع من ماي الأخيرة مخالفة لكل التوقعات، خاصة للاتحاد من أجل النهضة العدالة والبناء الذي حصل على 15 مقعدا فقط، وهو ما يعد هزيمة حقيقية بالنسبة لهذا التحالف الذي حشدت من أجله العديد من الإمكانات. والأمر لم يتوقف هنا بل أتت مشكلة هياكل البرلمان لتزيد من توسيع الهوة أكثر فأكثر بين كوادر التيار الإسلامي وتجعل أمر توحده صعبا جدا، خاصة مع تبادل الاتهامات الذي وصل حد التخوين.