صدرت عن مركز برق للأبحاث والدراسات، دراسة تحليلية متخصصة تحت عنوان (خدام الدولة رؤية سوسيو إعلامية للتجمع الوطني الديمقراطي الجزائري)، من إنجاز الدكتور محمد بغداد، وهي الدراسة الأولى التي تتناول الحزب الثاني في الجزائر، وتتعامل معه بمنطق الأدوات العلمية والأساليب البحثية، في دراسة إعلامية لحزب سياسي، هي الأولى من نوعها في سياق تحليل الظاهرة الحزبية في الجزائر. الدراسة، وهي رؤية سوسيو إعلامية للتجمع الوطني الديمقراطي الجزائري، تناولت الحزب من منظور إعلامي، في قراءة البنية التنظيمية له، وتحليل حاضنته الشعبية، وقدراته التعبوية، والظروف التي ولد فيها، وهي عوامل جعلت منه الحزب الثاني في الجزائر، من حيث الترتيب التمثيلي، والقوة الأولى في صناعة القرار، وهي الثنائية التي اشتغلت عليها الدراسة، بالغوص في ثقافة قواعده النضالية، وكيفية تعاملها مع المستجدات الطارئة، التي أفرزتها الأزمات التي واجهت الحزب طيلة عشرين سنة، والنتائج التي ظهرت من تعامل الحزب مع تلك الأزمات. وقد كان لقيادة الحزب النصيب الأوفر، في دراسة خدام الدولة رؤية سوسيو إعلامية للتجمع الوطني الديمقراطي الجزائري، التي كانت محل دراسة وتحليل إعلامي، من خلال الاقتراب من خصائصها التي جعلتها تتولى مهمة القيادة طيلة هذه الفترة، والتركيز على علاقة الكاريزما القيادية مع الموقع في الخريطة الاجتماعية لهذه القيادة، التي تحتل الطابع البيروقراطي البرجوازي، الذي مكنها من الحصول على الكثير من عوامل القوة التأثيرية على مستوى صناعة القرار، والاعتماد عليها في تولي مقاليد الحكم، والثقة التي حصلت عليها في الاطمئنان على المؤسسات من طرف المهينة على القرار الكلي. إن الموقع الذي يحتله الحزب في الخريطة الحزبية الجزائرية، بقدر ما أفرز الكثير من الجدل والمواقف التفسيرية، والتي في أغلبها تربط ذلك الموقع بطبيعة الظروف، وهوية النظام السياسي القائم، وثقافته في التعامل مع الأزمات، إلا أن دراسة خدام الدولة رؤية سوسيو إعلامية للتجمع الوطني الديمقراطي الجزائري، عملت على التعامل مع الاسئلة الكبرى للموضوع، ومن زاوية إعلامي مع مقاربتها بالطبيعية السوسيولوجية للثقافة السياسية للبلاد، وسلوكات الدولة دون الادعاء بتقديم الإجابة الحاسمة عن تلك الأسئلة، إلا أنها راهنت على ضرورة إدخال الظاهرة السياسية والحزبية، إلى مخابر البحث ووضعها على منصت الدراسة، حتى تتمكن هذه الظاهرة من الارتقاء نحو العمل السياسي، الذي يتناسب مع المستجدات الحالية، والظروف المستجدة، وتتخلص الظاهرة الحزبية من شوائب ثقافة العصور الغابرة والبدائية.