رد أمس رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله، على المنظمات الحقوقية التي تتهجم على الجزائر وتتهمها بقمع الطائفة الأحمدية، بالقول إن القانون صارم جدا لحماية الجزائر والجزائريين، وإنه لا يمكن لمستوردي المعتقدات الدينية من بريطانيا الاحتماء بهذه المنظمات. غلام الله أكد في تدخله أمس في حصة ”ضيف الصباح” للقناة الأولى أن القانون الجزائري يسمح بممارسة وبكل حرية معتقد أساسي له أهله وأصله ومؤسساته في البلاد ويكون معترفا به في الكتب السماوية، لكن من يستورد معتقد دخيل من الخارج ويطلب ممارسته فهو غير ممكن كونه ”شوشرة ليس لها أصل”، على حد تعبير وزير الشؤون الدينية السابق، مؤكدا أن القانون صارم جدا لأن الأمر يتعلق بحماية الجزائريين ووحدتهم. وبخصوص فوضى الإفتاء ولجوء الجزائريين إلى علماء الخليج والسعودية لطلب فتوى قد لا تتماشى مع بيئة وظروف الجزائريين، قال غلام الله ”نحن لا نريد أن يتحول الجزائري إلى سعودي فلكل بيئته وظروفه وأعرافه”، مضيفا أن مهمة الإفتاء موكلة للجان العلمية على مستوى الولايات فيما يخص المعلوم من المسائل، بينما يعود الاجتهاد إلى المجلس الإسلامي الأعلى من خلال إخضاع الأمور للتشاور، ويكون رأي يتوصل إليه من خلال الموروث الفقهي والثقافي وليس بجلبها من بيئة تختلف على الجزائر. كما أعلن المتحدث عن رغبته في التعاون مع سلطة ضبط السمعي البصري من أجل وضع حد لفوضى الإفتاء من غير أهلها، مضيفا أنه على سلطة الضبط التعاون أيضا مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف من أجل وضع حد لنشاط يفرق كلمة الجزائريين وأفكار غير صحيحة ولا ذات مرجعية مقبولة بالجزائر، منتقدا لجوء بعض القنوات إلى بث خطبة الجمعة من جهات مختلفة، معتبرا أن خطبة جمعة واحدة وهي خطبة التفاعل بين المسجد والمجتمع حسب المشكل السائد. من جهة أخرى، قال غلام الله إن السلطات لا تملك إحصائيات حول اعتناق المسيحية في الجزائر والردة عن الإسلام، غير أنه شدد على ضرورة البحث في أسباب الردة وتحول الجزائريين المسلمين إلى مسيحيين، لأن الهدف حسبه حماية وحدة الأسرة حيث غالبا ما يتم لفظ المرتدين وحماية وحدة الجزائريين عموما. للإشارة تم أمس تنصيب أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى الجدد بعد شغور عدد من المناصب بوفاة أصحابها، حيث تم إقحام العنصر النسوي وفقا لما نشر مؤخرا بالجريدة الرسمية، حيث قال غلام الله إنه بعد تنصيب الأعضاء ال14 يتم الانطلاق في تنفيذ برنامج المجلس، بما فيه دراسة قضية حذف البسملة من الكتب المدرسية، والتي دعا غلام الله إلى عدم إثارتها كمشكل طرف ضد آخر. فيما دعا إلى موقف موحد لإنقاذ مسلمي الروهينغا من الإبادة.