أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بوعبد الله غلام الله، الإثنين، أن الجزائر ليست في حاجة إلى استيراد فتوى من بيئة لا تتشابه مع البيئة المحلية، فلكل مميزاته وخصائصه وله ظروف ثقافية واجتماعية مختلفة عن غيره. وأوضح غلام الله خلال استضافته في برنامج "ضيف الصباح" بالقناة الإذاعية الأولى، أن الإفتاء موكل للجان علمية متواجدة في كل الولايات، أما الاجتهاد فيعود للمجلس الإسلامي الأعلى وتخضع الأمور للتشاور والرأي الذي نتوصل إليه يكون من خلال موروثنا الفقهي والثقافي وهو موروث أهل المدينةالمنورة، وكذا من خلال العلم الذي جرى العمل به في الجزائر سواء في العصر الحديث أو منذ قرون مؤكدا السعي لتوحيد الإفتاء والخطاب الديني. وبخصوص الإضطهاد الذي يتعرض له مسلمو الروهينغا في ميانمار، قال الدكتور بوعبد الله غلام الله "إن العدوان على الإنسانية مرفوض لأنه مخالف للقانون الإنساني والدولي، والواجب على كافة الدول والإسلامية بصفة خاصة أن تقف في وجه هذا الاضطهاد المسلط على هذه الفئة"، مبرزا موقف الجزائر التي كانت دوما ضد التعصب العنصري سواء الموجود في جنوب أفريقيا وفي إسرائيل ونفس الموقف الذي يحدث في بورما، لذا يرى أنه "واجب على الدول الإسلامية أن تتخذ موقفا موحدا للدفاع عن هؤلاء المضطهدين ونفس الشيء بالنسبة للشعوب المضطهدة جراء الحروب سواء في فلسطين أو في اليمن أو في العراق أو في غيرهم من الدول التي تعاني شعوبها من الظلم". وحول غياب البسملة في الكتب المدرسية، قال غلام الله إن المجلس لم يستلم بعد الكتب لأن أعضاءه ينصبون اليوم الإثنين فقط، عندها سيتم النظر في المسألة مع وزارة التربية دون إثارة مشاكل، موضحا بأن المجلس الإسلامي الأعلى يعمل مع جميع القطاعات ويوجه ملاحظاته إن استدعى ذلك الأمر حفاظا على رفعة الجزائر وعلى الهوية الوطنية. وكشف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بوعبد الله غلام الله، أن المجلس يتكون من 15 عضوا وجديده يتمثل في إدماج العنصر النسوي مع دراسة لتنفيذ البرنامج الذي يتفق عليه الأعضاء. وفي موضوع آخر، أكد الوزير السابق، أن القانون الجزائري صارم يحمي من يمارس معتقده بصفة قانونية ورسمية شريطة أن يكون المعتقد له أساس أي من الكتب السماوية، وقال إن من يتصنعون معتقدا سيكون عبارة عن شوشرة لا أصل له. وبخصوص ملف المسيحية في الجزائر، أكد الدكتور بوعبد الله غلام الله أنه لا يملك إحصائيات دقيقة عن مدى انتشار المسيحية في الجزائر، كاشفا عن وجود حالات فردية في اعتناق المسيحية مثلما هناك مسيحيون يعتنقون الإسلام، كما أشار إلى عدم وجود دراسات اجتماعية انثروبولوجية بالجزائر لمن ينتقل من الديانة الإسلامية إلى اعتناق المسيحية، قائلا نحن نسعى للحفاظ على وحدة الأسرة ووحدة الوطن ووحدة الانتماء.