وصف أمس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في زيارة إلى واغادوغو التي قاطعها طلبة متظاهرون، بهتافات ”فليسقط استغلال أفريقيا من قبل الغرب”، جرائم الاستعمار الأوروبي بالماضي الذي لا جدال فيه. وقال ماكرون في خطاب في جامعة واغادوغو ”كانت هناك أخطاء وجرائم وأشياء كبيرة وتواريخ سعيدة” لكن ”جرائم الاستعمار الأوروبي لا جدال فيها” مشيرا إلى أن ذلك يشكل ”ماضيا يجب أن يمضي”. واعتبر ماكرون أن الاستعمار ”جريمة”، لافتا أن بلاده ”لا يمكنها أن تعطي دروسا في الديمقراطية للبلدان الإفريقية”، مشيرا إلى أنه ينتمي لجيل ”لا يملي على إفريقيا ما ينبغي القيام به”. ويثير وصف ماكرون للاستعمار بالجريمة جدلا حول المأمول من زيارته للجزائر الأسبوع المقبل، خاصة بعد تصريحاته بخصوص الاستعمار الفرنسي، حين قال إن فرنسا ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في الجزائر، في اعتراف لم يسبقه إليه أحد من الساسة الفرنسيين. لكن ترجمة أقوال ماكرون إلى أفعال يحتاج إلى خطوات ملموسة من الجانب الفرنسي الذي لم يدفع بملف تجريم الاستعمار الفرنسي للجزائر، وهو ما يؤكد فرضية استهداف ماكرون لتحسين صورة فرنسا واقتراح نظرة مبتكرة على العلاقات الفرنسية الأفريقية، ذات الحساسية الكبيرة، بالاعتماد على إرث العلاقات الماضية منذ الحقبة الاستعمارية من أجل تحقيق هذا الهدف. ومن وقتها لا تزال الجزائر تنتظر ”ملموسا” من ماكرون، لا سيما عقب تصريح سابق لوزير المجاهدين، الطيب زيتوني أن الجزائر تنتظر تجسيد تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على أرض الواقع كرئيس بعدما صرح به بشأن الذاكرة وتجريم الاستعمار خلال حملته الانتخابية. وفضلا عن تجرم الاستعمار تبقى أبرز الملفات العالقة تلك المتعلقة بالأرشيف الوطني بالإضافة إلى ملفات التعويضات الخاصة بضحايا التفجيرات النووية في الجنوب والمفقودين واسترجاع جماجم شهداء المقاومة الوطنية الموجودة في متحف باريس.