تنقل الابن "س.ع" إلى مركز الشرطة للتبليغ عن اختفاء أبوه منذ يومين، حيث كشف لذات المصالح، أن والده الذي يعمل كسائق غير شرعي، "كلوندستان" ويملك سيارة من نوع "غولف" كان قد انتقل مع ثلاثة أشخاص، قال انه لا يعرفهم، إلى ولاية سطيف، بعد أن طلبوا منه ذلك، مضيفا أن الساعة كانت تشير إلى الثامنة مساء، عندما سمع طرقا على الباب، ولما فتح تفاجأ بأحد جيرانه برفقة ثلاثة أشخاص، يقول انه يعرفهم، وطلب من الأب أن يوصلهم إلى ولاية سطيف، مقابل أي مبلغ يطلبه. قال الابن أن الأب تردد في بادئ الأمر، ولكن إغراء المبلغ دفع برب الأسرة إلى القبول. وبعد مرور ساعات عن بلاغ الابن، وتوزيع نشرة بحث، تم العثور على جثة بالطريق الرابط بين "برج بوعريريجوسطيف" والتي تبين بعد إخضاعها للتشريح أنها للضحية. اتصلت الشرطة بالابن واخبره المفتشين بالأمر، كما طلبوا منه أن يتصل بالشخص الذي جلب هؤلاء الزبائن للتحقيق معه، والذي أكد بدوره انه لا يعرفهم جيدا، وانه تعرف عليهم منذ ثلاثة أيام قبل سفرهم، حيث كشف انه بينما كان بمقهى الحي يحتسي القهوة، تقدم منه احد هؤلاء الثلاثة وأبدى رغبته في التعرف عليه، وبعد أن دار حوار بين الطرفين، عرف من خلاله أن هذا الأخير من ولاية سطيف، وجاء لزيارة احد أقاربه بالعاصمة، إلا انه لفت انتباهه أن لهجته لا تمت بصلة للولاية، ولكنه لم يكترث للأمر. وفي اليوم الموالي شاهده برفقة شخصين آخرين حيث تقدم منه، وقدمهم له على أساس أنهم أقاربه، جاءوا جميعهم من نفس الولاية، وطلب منه أن يدلهم على سائق سيارة غير شرعي، يوصلهم إلى بلدتهم. واتفقوا على موعد اللقاء على الساعة السابعة والنصف مساءا للاتجاه إلى بيت السائق الذي قال انه يعرفه منذ مدة طويلة كونه "كلوندستان" بالحي والجميع يعرفه، حيث قدم لهم مواصفات هؤلاء الأشخاص وبعض المعلومات التي استفاد منها المحققون في إلقاء القبض على المتهمين، الذين قاموا بتقطيع السيارة وبيعها على شكل قطع غيار إذ ألقى عليهم القبض بالعاصمة. حيث اعترفوا بأنهم ترصدوا للسائق وعرفوا انه يملك سيارة من نوع "قولف" ليتم الاتفاق بينهم على خطة لسلبها، فخطرت برأس احدهم فكرة سوى الادعاء بأنهم مسافرين إلى سطيف، وعرضها على شركائه الذين وافقوا عليها، وبعد الانتقال على متن سيارة الضحية اغتنموا فرصة تواجدهم بمكان مهجور بين البرج وسطيف، وقاموا بإشهار سكاكينهم في وجه السائق، وطلبوا منه أن ينزل ثم قيدوه وقاموا بذبحه، ولما تأكدوا من موته، القوا به بمحاذاة واد بالمنطقة، وهذا لكي لا يتعرف عليهم. علما أنه قد تم تقديم المتهمين أمام وكيل الجمهورية حيث أمر بإيداعهم الحبس.