يشكّل هذا الرقم 4 الى 5 مرات عدد ضحايا حوادث المرور كما أنّ مرض الزهايمر أو الخرف يمس حاليا 100 الف حالة عبر الوطن، فيما يبقى عدد الأطباء المختصين في هذا النمط من الأمراض لا يتجاوز 300 عبر جلّ المؤسسات الاستشفائية العمومية منها والخاصة• ومن هذا المنطلق فقد دقّ المشاركون في الملتقى ناقوس الخطر حول هذا الوضع الذي عبّر عنه أحد المختصين من الغرب الجزائري ب"تسونامي" يهدّد الجزائر مستقبلا في حال عدم توفير الإمكانات البشرية والمادية الضرورية للتصدي للمرض من خلال تفعيل وحدات الإسعاف المستعجل وتزويد المؤسسات الاستشفائية بالمعدات التي تسمح بتسريع وتيرة العلاج لاسيما وأنّ المصاب بالجلطة الدماغية يمكنه الشفاء التام منها في حال استفادته من مصل خاص في خلال 3 ساعات الأولى من الإصابة، فيما يتعرّض الآخرون لإعاقات دائمة أو ربّما قد يغادرون الحياة في حال تأخر العلاج عن موعده• أما عن الأسباب المؤدية الى بروز هذه الأمراض فقد لخّصها المختصون في تداعيات مرض السكري والضغط الدموي والسمنة أيضا بحيث أعاب هؤلاء على المصابين عدم الالتزام بالأنماط العلاجية الموصوفة وعدم انتهاج نمط غذائي متنوع يعتمد على الخضروات بشكل كبير، كما أنّ العديد من المصابين كثيرا ما يلجؤون الى الرقاة والمشعوذين الذين يتعذّر عليهم في معظم الحالات علاج هذا النمط من الأمراض العضوية الخطيرة، ومن ثمّ فقد أشار البروفيسور أرزقي من مستشفى فرانس فانون بالبليدة والدكاترة بوشناق من تلمسان ومسعود من سعيدة إلى أنّ الأمر يجب أن يرتبط بالوقاية أولا من خلال الحد من الاستهلاك المفرط للتبغ والكحول مع الالتزام بتنوع غذائي ملائم واحترام وصفات العلاج للمصابين بالسكري والضغط الدموي، فيما يجب أن تزوّد مختلف المؤسسات الاستشفائية بالتجهيزات الضرورية لمتابعة المرض من جهة مع توفير هياكل مرفقة لأعادة التكييف الحركي وضمان العلاج المكمل، لاسيما وأنّ صدمات شرايين المخ تعتبر السبب الثاني للوفيات حاليا بعد مرض السرطان والسبب الأول للإعاقات الدائمة• وبالنسبة للخرف أو الزهايمر فقد أشار المختصون الى انّه يصيب المسنين عادة بداية من السن الخمسين وتتضاعف احتمالات الإصابة كلّما زاد سن الشخص، لتصبح كبيرة جدا حينما يتجاوز السن حدود الثمانين، فيما يبقى سن 76 سنة متوسطا فاصلا بين السلامة العقلية وحالات الإصابة، ولكنّه بالرغم من ذلك فلا يوجد حاليا أيّ مركز استشفائي متخصص في علاج هذا المرض• أما عن أمراض الرعشة أو البركنسون التي كانت تصيب المسنين عادة من ذي قبل فقد لاحظ المختصون انتقالها الى أجيال الشباب في الفترة الأخيرة بشكل يثير المخاوف، وأحصت الجهات المعنية 40 ألف حالة، فيما تبقى الأدوية الموصوفة لها باهظة الثمن ومعظمها لا يعوض عن طريق الضمان الاجتماعي، الأمر الذي يجعل المصابين يلجؤون الى العشابين للعلاج ويبقى بذلك الطبيب المختص يشكّل آخر حلقة في هذا المسار• غير أنّه بالرغم من جلّ هذه المخاطر التي أضحت تهدّد المجتمع الجزائري فقد أكّد البروفيسور ارزقي على أنّ الجزائر تأتي في المرتبة الثانية إفريقيا بعد جمهورية مصر من حيث عدد المختصين في جراحة الأعصاب والذين يبلغ عددهم حاليا 300 مختص• وأشار أيضا الى أنّ الواقع المعيش يقتضي وجود 600 مختص للتمكن من مواجهة الأخطار المحدقة التي أضحت تشكّلها أمراض الأعصاب مع توفير كافة الإمكانات المادية واللوجيستية لضمان تكفل أمثل بالمصابين•