يقولون لها: - لقد تغيرت حياته وأصبح في رغد من العيش بعدما كنت سنده وملاذه في أوقات اليأس والضياع... - هنيئا، إن ذلك كله بفضل حبي الصادق ودعواتي للخالق بأن يفرج كربه ويذهب بؤسه. - إنك أصبحت مجرد ماضٍ بائس لا يريد تذكاره - من ليس له ماضي أنا يكون له حاضر فأنا ماضيه الذي صنع واقعه الجميل والذي أصبح يحياه الآن. - لقد أكل عليك الدهر وشرب فأنت مجرد امرأة فقدت جمالها وشبابها من أجل رجل كان يصارع الحياة ويتسابق مع الزمن لعله يدرك آخر عربة من عربات قطار المستقبل وكنت له المادة التي غذى بها روحه وجسده حتى يصل إلى ما وصل إليه الآن. - روحي فداه ولو يطلب أكثر لأعطيته - دعيه ألم تفهمي بعد أنك أصبحت بالنسبة له خرقة بالية وهو الآن في قمة مجده وعز نجاحه يبحث عن صبية في العشرين كي يحيا معها مستقبله الزاهر. - إنه طفلي وجزء مني لقد رعيته حتى كبر وبلغ أشده فكيف تطلبون من أم أن تتخلى عن ولدها، فلذة كبدها؟ - يا لك من غبية أتعيشين زمن قيس وليلى ورميو وجولييت؟ - ما أروعني وقد أحييت تاريخا كان منسيا وزمنا جميلا كان وسيبقى زمن للحب والوفاء -ابحثي عن رجل آخر كي تكملي معه مشوار حياتك ومن الأجدر بك أن تنسي كلما فات. - من سأتزوج وهل بقي على وجه الأرض رجل غير حبيبي، لم يكن هناك قبله ولن يوجد من بعده فاتركوني أمسك بآخر خيط من خيوط أمل الرجوع إليه. إنك حمقاء، ألم تستوعبِ بعد أن هذا الولد الذي تتحدثين عنه وهو ولد عاق، جاحد وناكر للجميل؟ - إنه ولدي رغم عقوقه، إنه روحي، التي تسكن بداخلي رغم جحوده - لقد جننت وآن لك أن تدخلي مصحة عقلية كي تتقبلي هذا الواقع الذي ترفضينه - لن أدخل أية مصحة عقلية من مصحات العالم فبقائي مجنونة بحب رجل حتى ولو تخلى عني وخانني خير من ألف عقل يتقبل هذه الخيانة التي تتحدثون عنها. يقولون ويقولون وما أكثر اللائمين والمتشفين لكن المرأة لم تستمع لثرثرتهم وغيرتهم بل حدسهم الذي يزيدها حبا وشوقا ووفاء لأعز وأعظم رجل في هذا الزمن الرديء، بل وتصرخ في وجوههم الساخرة المستهزئة أن حبها الكبير هذا سيكون أسطورة من أساطير التاريخ الخالدة.