صدر مؤخرا عن دار "أخبار اليوم " كتاب بعنوان "اعترافات نسائية... أسرار من العيادة النفسية" للصحفية بمجلة "صباح الخير" مريم مكرم، الذي ينقسم إلى جزئين الأول تحت عنوان "الحب"، والآخر "الخيانة". قدم للكتاب الإعلامي مفيد فوزي قائلا إنه من جيل جدول الضرب والمنفلوطي، لذلك تروق له الإنسانيات، تلك التي داسها برأيه الموبايل والإنترنت، فالجيل الذي ينتمي له فوزي كان يشعر بالارتباك عندما يفصح عن حبه لفتاة لكن في زمن التكنولوجيا والموبايل أصبح من السهل الإفصاح عن المشاعر عبر ثوان قليلة برسالة موبايل وبالتالي صار من المضحك أن يردد أحدهم كلمات الأغنية الشهيرة "خايف أقول اللي في قلبي". ووفقا لصحيفة "النهار" الكويتية كتبت المؤلفة أنها ليست طبيبة متخصصة لكنها تهتم بشكل كبير بهموم المرأة النفسية وتجذبها تلك الهموم دوماً للقراءة والكتابة عنها، لهذا ركزت جهدها على التحليل النفسي العميق مما تعانيه المرأة من هموم، وذلك عبر حوارات ودراسات مصرية وأجنبية مع أساتذة علم النفس والاجتماع . من الكتاب نقرأ "الحب مشاعر غالية وقيمة في حياة الإنسان وكثيراً ما حكي لنا إبان الطفولة أن كل إنسان في دنيانا يولد وقلبه مشطور كنصف التفاحة لذلك عليه أثناء رحلته الحياتية أن يبحث عن نصف تفاحته الأخرى وسط الزحام، وتظهر بدايات البحث في فترة المراهقة والشباب، فالفتاة المراهقة تحلم بفارس أحلامها الذي سوف يأتي ليخطفها على حصانه الأبيض كذلك الشاب في تلك المرحلة يبحث وينتظر الفتاة التي تقدم له الحب والاحتواء جاذبة إياه بسحرها الذي لا تملكه باقي النساء. وهناك أشخاص ما أن نراهم وتقع عيوننا عليهم حتى نشعر بتيار كهربائي يسري في داخلنا ونبدأ في الشعور بالألفة تجاههم وكأننا على معرفة وثيقة بهم في حين أنه ربما تكون تلك المرة الأولى التي نراهم فيها.هذا الشعور القوي بالحب ما هو إلا انجذاب كيميائي غامض وربما يحدث هذا التلاقي في وقت مبكر من العمر أو في خريفه أو حتى بعد زواج روتيني". الخبراء في مجال علم النفس يؤكدون أن الحب هو اهتمام بالآخر وشعور بالاحتياج ويرتبط حدوث الحب بمرحلتين الأولى هي الإعجاب والثانية هي نمو هذا الإعجاب بالعاطفة والتعامل ليتحول إلى حب أنواع الحب كثيرة منها الافتتان أي الحب من النظرة الأولى، وهذا النوع تتحكم في حدوثه العواطف فقط دون تقارب وفي بعض الأحيان ينتهي فجأة كما ظهر، الحب الرومانسي وهو اندماج العاطفة مع الألفة بشكل قوي كما يحدث في الإعجاب بالإضافة للارتباط الجسدي القوي الذي يظهر أثناء الرغبة الجنسية بين طرفي الحب، الحب الرفاقي المعتمد على الألفة والاحترام ويظهر بعد مرور سنوات طويلة على الزواج حيث لا تكون هناك عواطف بالشكل المتعارف عليه ويتحول الأمر على تعلق قوي بالآخر كما يحدث بين الأصدقاء، الحب الاحتوائي هو أكثر أنواع الحب مثالية واكتمالا وكثيرون يسعون لتحقيقه لكن عدداً قليلاً هو الذي يصل له. وهناك رجال يجدون صعوبة في التصريح بمشاعر الحب للمرأة التي يحبونها ربما لأنهم يعتبرون ذلك التصريح نوعاً من الانتقاص للكرامة، لكن الخبراء النفسيين يرون أن البوح بالحب لا يكون فقط عن طريق التصريح المباشر وإنما يكون من خلال عوامل أخرى منها العين، فالرجل المحب ينظر في عين محبو بته كثيراً وهو بذلك يحاول أن يسبح في أعماق روحها عبر عينيها لعله يجد أي مؤشر يساعده على معرفة طبيعة مشاعرها تجاهه، كما أن الرجل المحب يهتم أن تكون امرأته جزءا من حياته، لذلك يستمع جيداً لخططها المستقبلية ليعرف طبيعة وضعه ومكانه في سياق تلك الخطط وهو بذلك يحرص على أن يكون قريباً جداً ليس فقط في خطط المستقبل وإنما في كل شيء. ويعد الفشل في الحب من أقسى وأصعب أنواع الفشل التي يمر بها الإنسان في حياته حيث يشعر صاحبه بأنه قهر ورفض وربما يصل به هذا الحال إلى كارثة كالانتحار أو اتخاذ موقف مضاد من العاطفة بحيث ترفع على معالم الحياة راية العقل ثم العقل وليذهب الحب إلى الجحيم".