الجديد في هذا الموسم تجلى في الوقوف الحقيقي للديوان بخلاف غياباته المتكررة خلال الموسم الفلاحي بخلاف الخواص. وحسب ما وقفت عليه "الفجر" ميدانيا فقد بلغ منتوج العنب الذي حول إلى معصرة كيروليس 18 قنطارا وقد حدد مبلغ القنطار ب 2300 دج من العنب من نوع "سانسو"، بما فيه مصاريف النقل التي حددت ب 150 دج. أما الأصناف الأخرى، مثل "الكونت" و"كرينيا" وغيرهما فقد بلغ سعر القنطار الواحد 2600 دج بما فيه مصاريف النقل. من جهتهم، تفاءل الفلاحون خيرا لهذه الأسعار كونها جد مشجعة إذا قيست بالسنة السابقة بالنسبة للفلاحين التابعين للديوان بخلاف الفئة الأخرى التي تلقت مستحقاتها عن طريق الصكوك. وحسب مصادر مطلعة فإن معصرة شعبة اللحم استقبلت حوالي 10 آلاف قنطار، ومعصرة حمام بوحجر 6 آلاف قنطار وهما تابعتين للخواص الذين بدورهم سددوا مستحقات الفلاحين بقيمة 2000 دج للقنطار، علما أن المحولين الخواص تابعوا منتجي شعبة الكروم من بداية الموسم الفلاحي بدءا بعملية الزبر والتي خصصوا لها مبلغ 2000 دج للهكتار كإعانة للفلاح وكذا تدعيمهم بمواد كيمياوية حسب اختيار الفلاحين من أجل ضمان منتوج ذو جودة. وفي إطار التسويق، نجد بولاية عين تموشنت 4 مزارع نموذجية موزعين عبر كل من بلديات عين الكيحل وعين الطلبة وشعبة اللحم وعين تموشنت. هذه المزارع منها من سوقت منتوجها بكيروليس ومنها من سوقت ببلدية بوتلليس التابعة لولاية وهران. وحسب الفلاحين فإن مردود الكروم كان ناقصا نتيجة الظروف المناخية غير الملائمة التي تمثلت في قلة الأمطار والتي أفرزت بمعدل إنتاج 20 قنطارا في الهكتار، في حين كانت لا تقل في السنوات البعيدة عن 100 قنطار في الهكتار، كما نشير الى أنه تم تسجيل سنة 2006 جمع 387.690 قنطار بصفة إجمالية وهذا الرقم تراجع في الموسم الماضي إلى أن وصل الى 189.030 قنطار. وحسب العارفين بهذا الميدان، فإن سبب التراجع يعود بالدرجة الأولى إلى الظروف المناخية غير المرضية إلى جانب مشروع الفلاحين في نزع حقول العنب المقدرة ب 600 هكتار بسبب عدم تمكنهم من تسويق منتوجهم ولاسيما في السنوات الماضية، آثار هذه المشاريع المنطلقة منذ سنة 1999 مكنت من توسيع المساحة الصالحة للزراعة ب 1935 هكتار وخلق 447 منصب شغل دائم. وبين الأرقام والمساحات هل يدرك الفلاح السياسة المنتهجة والمتجهة الى استيراد ما لم يستطع تصديره ؟ وهل يعيد الكرة ويرمي بمنتوجه إلى السبخة بعد أن وجد المعاصر مملوءة إلى آخرها؟ وبين هذا وذاك الجميع يعلم أن سياسة الكروم لم تعط النتائج المرجوة من الجميع سواء كان الأمر يتعلق بالفلاحين أو المتعاملين أو السياسيين أو الإداريين نتيجة للأزمة التي تشهدها الأسواق العالمية ولاسيما بعد انضمام دول جديدة بمساحاتها واستثماراتها في النوعية وهو مازاد الخناق على منتوج البلدان المعتادة على التصدير، علما أن بعض الدول الأوروبية هي بصدد هيكلة 40 هكتارا.