علمت "الفجر" من مصادر موثوقة، أن مصالح مكافحة الإرهاب تلقت تعليمات أمنية قصد تكثيف العمل وعدم استثناء أي أحد في الاشتباه به سواء كان رجلا أو امرأة، بحثا عما يسمى بخلايا الدعم والإسناد، التي أثبتت التحريات عن تورط رجال وحتى نساء مسنات فيها. وكان قد تم توقيف شيخ طاعن في السن مؤخرا على مستوى العاصمة يبلغ من العمر أكثر من 60 سنة، كما أن مصالح البحث والتحري أثبتت مشاركة عدد معتبر من النساء في تزويد الجماعات الإرهابية بالمؤونة ومعلومات عن مدى نشاط عناصر مصالح الأمن ومواعيد دورياتهم. وأكد المصدر ذاته أن التعليمات أكدت على مراقبة مصالح الأمن بصورة خاصة لأفراد من عائلات الإرهابيين بالمناطق المعزولة كشعبة العامر وبرج منايل وغيرها، حيث يعتقد بأنهم حلقة وصل بين العناصر الإرهابية المتواجدة في الجبال وكذا ما يحتاجونه من وسائل وأغذية ومؤونة. وفي هذا الصدد، أشار مصدرنا إلى أن شبكات الدعم والإسناد المكونة غالبا من المتعاطفين مع الإرهابيين وإيديولوجياتهم وحتى أقارب العناصر الإرهابية تسعى لتوفير المبالغ المالية بشتى الطرق والأساليب، ابتداء من تبييض أموال المسروقات وعمليات ابتزاز المواطنين التي تعرف عند الإرهابيين ب "الغنائم" في أنشطة تجارية ووصولا إلى مشاركة أفراد من شبكات الدعم ذاتها في عمليات إرهابية تتمثل أساسا في استهداف الأثرياء وأرباب الأموال بالتهديد بالتصفية الجسدية، كما حدث في منطقة برج منايل منتصف رمضان أو المباشرة في عمليات الاختطاف التي أشارت مصادرنا أن آخرها تمت في مدينة واضية، إثر اختطاف الشاب "كمال ب،"، الذي لم تتجاوز سنه العشرين ويدرس بالثانوية، وكان مصيره الموت المحقق إذا لم يتم تسديد الفدية التي بلغت أزيد من نصف مليار ذهبت لفائدة "كتيبة الفاروق" التي تنشط ضمن المنطقة الثانية في "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب" وخلاياه الناشطة في منطقة القبائل. وتعد هذه الكتيبة، حسب مصدر مطلع، المسؤولة عن عمليات الاختطاف التي أوكلها الإرهابي أبو مصعب عبد الودود مهمة تزويد شبكات الدعم بما تحتاجه من الأموال. موازاة مع هذا كله، لم تستبعد مصادر أمنية احتمال انتهاج دروكدال وأتباعه أسلوبا آخر لجمع أكبر عدد من المبالغ المالية بشكل مضمون وآمن وبصورة لا يشك فيها أي أحد، في ظل عمليات المطاردة ونجاح قوات الأمن والمصالح المختصة في العديد من المرات في كشف وتفكيك جماعات الدعم والإسناد في عدد من المدن، فقد كانت ببومرداس وحدها أزيد من 5 شبكات في الأيام الأخيرة تم على إثرها توقيف العشرات من المتورطين في دعم الإرهابيين. ومن بين الأساليب التي يعتقد أن الجماعات الإرهابية تستعملها هي "التسول" كغطاء لجمع الأموال وابتزاز الأشخاص باسم الصدقة والرأفة، خاصة في شهر رمضان، حيث لا يبخل المواطن الجزائري في إخراج مبلغ لا يقل في الكثير من الأحيان عن 20 دج للمتسول الواحد، ويسهر على عمليات التسول هذه نساء وشيوخ طاعنون في السن مع استعمال الحيل في كسب ود الناس وتعاطفهم مع المتسولين الذين هم في حقيقة الأمر ليسوا إلا عناصر من جماعات الدعم والإسناد التي توجه أموال الجزائريين المسروقة من جيوبهم فيما بعد إلى الإرهابيين المتواجدين في الجبال لاستهداف المدنيين بعمليات التفجير والقتل، وهو ما حدث هذا الشهر. ويعتمد "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب" على تبرير هذه الأفعال على ما أسماه نصوصا دينية يقوم بتحريفها وإبعادها عن مفهومها الحقيقي ثم تطبيقها على الجزائريين.