كما انخفض الطلب على النفط في الولاياتالمتحدة، أكبر دولة مستهلكة في العالم هذا العام بالفعل جراء الأسعار القياسية، بينما ضعف الاستهلاك في اليابان وأوروبا. وتدور تساؤلات بالفعل بشأن الصين، حيث ساعد النمو الاقتصادي السريع في انطلاق الاتجاه الصعودي للنفط من 20 دولارا فقط في عام 2002. وقال المحلل مارك بيرفان: "أعتقد أن السوق بدأ يضع ذلك في الاعتبار في التسعير، يتوقع أن يمتد الأمر إلى الصين". وتحاول حكومات الولاياتالمتحدة وأوروبا دعم القطاع المالي ولكنها فشلت حتى الآن في إعادة الثقة للمستثمرين، علما أن الولاياتالمتحدة أقرت خطة إنقاذ مالية تتكلف 700 مليار دولار يوم الجمعة، بينما عرضت حكومات أوروبية ضمانا للمدخرين فضلا عن تقديم المساعدة للبنوك المتعثرة. وانخفضت الأسهم الأوروبية أكثر من خمسة في المائة أمس، إثر خسائر ضخمة في الأسواق الأسيوية. وارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في 13 شهرا مقابل الأورو ما زاد من الضغط على السلع الأولية. وانخفضت أسعار البن والسكر والذرة انخفاضا حادا وهبط سعر النحاس إلى حوالي سبعة بالمائة لأقل مستوى في عشرين شهرا. وارتفع الذهب، الملاذ الآمن في وقت الأزمات، معوضا خسائره السابقة ويرجع ذلك بصفة أساسية إلى قوة الدولار، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء. ومع انخفاض أسعار النفط، قالت إيران إن سعر مائة دولار لبرميل النفط منخفض جدا وحث الوزير الإيراني، غلام حسين نوذري، أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" على الالتزام بأهداف الإنتاج للحيلولة دون تفاقم تخمة المعروض.