اتسع نطاق ظاهرة التسرب المدرسي ببلديات الطارف في أوساط المتمدرسين خاصة من أبناء الفلاحين، لا سيما أولئك الذين يقطنون في أماكن بعيدة نتيجة لعوامل موضوعية عديدة منها بعد مؤسساتهم التعليمية عن مقر سكناهم، ضف إلى ذلك النقص المسجل في وسائل النقل المدرسي. وقد عبر أولياء التلاميذ في الكثير من المناسبات عن استيائهم للوضعية التي آل إليها أبناؤهم من خلال التأخر على مقاعد الدراسة عبر مختلف المؤسسات التعليمية المنتشرة بولاية الطارف، و ما يزيد من معاناتهم هو تدهور أو انعدام الطرقات الفرعية التي تربطهم بشبكة الطرق الرئيسية خاصة سكان المشاتي المنتشرة على ضواحي البلديات ذات الطابع الريفي. و ما زاد الطين بلة هو تدهور الحالة المعيشية و الإجتماعية لأغلبهم. هذا من جهة وكثرة عدد المتمدرسين في الأسرة الواحدة ما أرهق كاهل الولي ماديا من جهة أخرى. ضف إلى ذلك عدم حصول الطلبة على نتائج مشجعة بسبب التأخرات و الغيابات المتكررة سيمال في الفترة الصباحية، الشيء الذي أثّر سلبا على التحصيل لدى هؤلاء التلاميذ. واحصت المصالح المختصة حوالي 250 تلميذا طالهم التسرب المدرسي في العام الماضي وحده.