اتسع نطاق ظاهرة التسرب المدرسي بقرية المعذر وبلدية ولتام بدائرة بوسعادة في أوساط المتمدرسين من أبناء الفلاحين، لا سيما أولئك الذين يقطنون في أماكن بعيدة نتيجة لعوامل موضوعية عديدة منها بعد مؤسساتهم التعليمية عن مقر سكناهم، ضف إلى ذلك النقص المسجل في وسائل النقل المدرسي. وقد عبر أولياء التلاميذ في الكثير من المناسبات عن استيائهم للوضعية التي آل إليها أبناؤهم من خلال التأخر على مقاعد الدراسة عبر مختلف المؤسسات التعليمية المنتشرة بمدينة بوسعادة، وما يزيد من معاناتهم هو تدهور أو انعدام الطرقات الفرعية التي تربطهم بشبكة الطرق الرئيسية، وما زاد الطين بلة هو تدهور الحالة المعيشية والإجتماعية لأغلبهم. هذا من جهة وكثرة عدد المتمدرسين في الأسرة الواحدة مما يرهق كاهل الولي ماديا من جهة أخرى، ضف إلى ذلك عدم حصول الطلبة على نتائج مشجعة بسبب التأخرات والغيابات المتكررة، الشيء الذي أثّر سلبا على التحصيل لدى هؤلاء التلاميذ. كل ذلك ساهم في دفع الأولياء إلى إلزام أبنائهم الذكور بمزاولة النشاط الفلاحي والرعوي، أما بالنسبة للإناث فالأمر يختلف اختلافا كليا، حيث نجد أن الكثير من الآباء يعمد إلى توقيف البنت في سن مبكرة لأنهم يعتقدون أنه لا فائدة من تعليمها ما دام مكانها هو البيت مهما بلغت من مستوى تعليمي. هذا وقد أكدّ لنا بعض الأولياء بقرية المعذر مثلا أن ما يفوق ال 100 تلميذ توقفوا عن مزاولة دراستهم، ولنفس الأسباب بالرغم من كل الجهود التي ما فتئت تبذلها الدولة من أجل احتضان أبنائها وتعليمهم وتربيتهم سعيا منها إلى القضاء على كل مظاهر الجهل والتخلف. وفي نفس السياق، أكد والي ولاية المسيلة السيد ''محمد الصالح مانع'' في زيارته الأخيرة لدائرة بوسعادة للإطلاع على سير المشاريع التنموية حرصه، الشديد واهتمامه بهذه الفئة للتخفيف من معاناتهم اليومية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستزداد الظاهرة أم ستشهد تقلصها لها؟ وهو ما يتمناه جميع الأولياء والمهتمين بالشأن التربوي. ------------------------------------------------------------------------