تشهد بلديات الجهة الشرقية لولاية المسيلة، منذ أسبوع، أزمة حادة وندرة غير مسبوقة في مادة غاز البوتان الذي أصبح حديث العام والخاص، سواء في الأحياء التي تتوفر على شبكات الغاز والقرى والمداشر التي يعتمد سكانها على قارورات غاز البوتان. هذا الوضع المزري عجل بارتفاع سعر القارورة الواحدة إلى 800 دج في السوق السوداء، حيث سارع السماسرة بالتواطؤ مع الموزعين المعتمدين إلى الاستحواذ على أكبر كمية من القارورات وبيعها بأسعار خيالية. هذا الوضع جعلنا نقوم بجولة استطلاعية عبر عدة نقاط بيع والتقرب أكثر من المواطنين الذين أجمعوا على أن قارورات الغاز غير متوفرة لدى الباعة المعتمدين، في حين تعرف وفرة لدى تجار السوق السوداء والسماسرة. وقد صادفتنا عملية بيع قارورتين لأحد المواطنين من قبل أحد تجار السوق السوداء الذي استطاع إقناع ذلك المواطن أن سعر القارورة الواحدة 800 دج حيث سارع المواطن إلى دفع مبلغ مالي قدره 1600 دج مقابل قارورتين. كما اتهم معظم المواطنين الذين تحدثنا إليهم الموزعين المعتمدين بضلوعهم في تفاقم الأزمة، حيث يقومون بتغيير وجهة القارورات إلى خارج إقليم الولاية وبالتحديد إلى بلديات أولاد تبان، الرصفة، وبوطالب بولاية سطيف المعروفة ببرودتها شتاء، وهو ما اعتبروه إجحافا في حقهم لأن الكمية التي توزع بمركز المسيلة، تأتي باسم بلديات دائرة مقرة ولا يحق لهؤلاء الموزعين التصرف بها بهذه الطريقة التي حرمتهم من غاز البوتان وظهور الأزمة الحادة التي تعرفها بلديات الدائرة. وقد ناشد المواطنون السلطات الولائية المعنية بفرض الرقابة الصارمة على هؤلاء الباعة الذين أصبحوا، منذ أول أمس، يبيعون قارورات الغاز ليلا وفي سرية تامة.