ويوفر هذا الفضاء مطلع الشتاء الحالي منظرا فريدا من نوعه حيث تغطى بأوراق أشجاره ذات الألوان الأخاذة، تجلب إليها الكثير من عشاق الطبيعة. وتعد الغابة التجريبية لطونقة الواقعة بجوار غابة ترفيهية تحمل نفس الاسم وتستقطب عددا معتبرا من المواطنين خلال عطلة نهاية كل أسبوع بمثابة "رئة حقيقية" ما يستدعي حمايتها. فمن اللون الأرجواني لأوراق أشجار السرو التي استقدمت من الولاياتالمتحدةالأمريكية في القرن ال 18 إلى اللون الأبيض لشجرة الصفصاف مرورا باللون الأصفر لأشجار الدردار، تكشف الطبيعة بهذه المنطقة عن آلاف الأسرار جديرة بالاستكشاف وهي منطقة تشبه سمفونية غريبة يصنعها نقيق الضفادع وزقزقة العصافير التي اتخذت من هذه العابة التجريبية وسطا لها. وتشكل هذه الغابة التجريبية - التي تعد أحد أجزاء النظام البيئي الغابي- مجموعة غابية يغلب عليها أصناف الأشجار النادرة على غرار أشجار السرو والخنشار والمغث وهو نوع من الشجر الحرجي، وكذا الصفصاف الأبيض، الأمر الذي يجعل من هذا الفضاء الطبيعي مقصد سياح وعلميين وحتى عشاق طبيعة عاديين. وتضم هذه الغابة التجريبية كذلك عديد الأصناف النباتية النادرة أوالتي هي في طريق الاندثار، والتي يصل عددها حاليا إلى 1.500 صنف - حسب عملية جرد قام بها علميون- من بينها السرخس أو الخنجار الملكي وعديد الأعشاب الطبية الأخرى. ويكتشف المتجولون عبر هذه الغابة عالما أخضر تصنع مشهده طيور مائية التي يمكن للإنسان الاقتراب منها على غرار الإوز ودجاج الماء وغيرها. وتعد هذه الغابة التجريبية - التي هي جزء لا يتجزأ من المنطقة الرطبة لبحيرة طونقة - ملجأ لطيور مهاجرة ولبعض الأصناف الحيوانية على غرار القطط المتوحشة والأوس والسلحفاة و خنازير برية . ويمثل هذا الموقع الطبيعي بالإضافة إلى ذلك بالنسبة للعلميين عينة للأنظمة البيئية البحرية والبيئية بالمنطقة كونه يسمح بالقيام بعديد النشاطات ذات الطابع العلمي وبخاصة منها مقارنة مواقع محمية وغير محمية وحماية أصناف نباتية وحيوانية متوحشة مهددة بالانقراض.