وقاحة.. ولا أدري أي تعبير يليق بأصحاب الإعلانات في الصفحات الأولى للجرائد، والتي يدعون فيها الرئيس بوتفليقة للترشح لعهدة ثالثة، مع وضع صورهم أمام صورته. عيب والله عيب.! فهل بوتفليقة في حاجة إلى هؤلاء المصفقين والمنافقين لدعوته إلى الترشح، والدولة بكل هيئاتها رهن لإشارة من الرئيس، والدستور تم تعديله لا لشيء إلا لضمان عهدة ثالثة له. المصيبة أن هؤلاء يسيؤون إلى الرئيس ولشعبيته أكثر مما يخدمونه، فالكل يعرف أن الأحزاب الطحلبية وجمعيات المجتمع المدني لا دور لها سوى التطبيل والمساندة، والرئيس نفسه يعرف أن لا همّ لهؤلاء إلا تحقيق مآرب شخصية، ودعمهم الوحيد هو دعم لجيوبهم. كان بالأحرى لهؤلاء أن يصمتوا لأن لا شعبية لهم ولا يحظون باحترام من أي كان، فكيف يسمحون لأنفسهم بمثل هذه التصرفات المفضوحة. الذي يخدم الرئيس في هذه المرحلة ليس دعوته للترشح لأن هذه فصل فيها بتعديل الدستور، بل بدعوة المواطنين إلى مشاركة قوية في الإنتخابات المقبلة، حتى لا نصدم بمكاتب تصويت مهجورة. كما أن الذي يخدمه هو البحث عن منافس قوي يترشح أمام الرئيس، ليس أرانب "تعشيها عام وما تعشيكش ليلة". الرئيس في حاجة في سباق الرئاسيات المقبلة إلى شخص في قوة بن فليس في رئاسيات 2004، أو في هيبة حمروش وآيت أحمد في رئاسيات 1999، وإلا فإن الرئاسيات المقبلة لن تكون ذات جدوى. المشكل ليس مشكل ترشح بوتفليقة.. المشكل هو مشكل من يكون في حجم المرشح أو المرشحين الذي سينافسونه في السباق. فحملة هؤلاء تضر الرئيس أكثر مما تنفعه.