يستعرض الكاتب سيرة النزاع المذكور، وصمود الجزائريين رغم الضربات البشعة التي تعرضوا لها، الأمر الذي لم يتوقعه الفرنسيون الذين اضطروا إلى التراجع شيئاً فشيئاً وصولاً إلى خروجهم مدحورين من أرض استعمروا أهلها أكثر من 130 سنة.. يقول الكاتب - نقلاً عن الكتاب بالطبع - "في نهاية 1960، بين خمسة وأربعين ألف مقاتل في جبهة التحرير، قتل ستة وعشرون ألفاً، ووقع أحد عشر ألفاً في الأسر، وسقط 23196 فرنسيا في حرب الجزائر. ويعود مؤلف الكتاب إلى مطلع سنة 1961 حين بدأت مفاوضات سرية بين مفوض ديغول ومفوض جبهة التحرير الوطني، تخلى ديغول خلالها عن شرط وقف إطلاق النار، وكان مستعداً أيضاً لمواجهة الجيش، وأن يفرض عليه وقف إطلاق النار من طرف واحد، وأن يحرر الآلاف من مقاتلي "الجبهة"، وكل ذلك مقابل استعداد الجزائريين للتفاوض.. تمهيدا لإعلان الاستقلال هذه الحقائق التاريخية وأخرى ساقها كاتب المقال المذكور لتذكير قادة الحرب الإسرائيلية عبر فرنسا في الجزائر مستشهدا بكتاب المؤرخ البريطاني اليستر هورن، الذي فصّل في كتابه ما جرى في المعركة التي شنّها الطيران الفرنسي على قرية "سيدي يوسف" على الحدود التونسية الجزائرية في 1952 ، والتي أراد الفرنسيون من خلالها ضرب إرادة المقاومة الجزائرية، حيث ذهب ضحية الهجوم عشرات القتلى ومئات الجرحى، من بينهم نساء وأطفال يضيف كاتب المقال الذي ذكّر قرّاء "هآرتس" الإسرائيلية أن فرنسا خرجت من الجزائر في النهاية، ومذكرا - ضمنيا - أن المقاومة لا تفني الشعوب، على عكس ما قاله أول أمس الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، الذي صرّح في ندوة صحفيّة بهذه العبارة "إذا كانت المقاومة ستفني الشعب فلا نريدها".. في الوقت الذي يعتبر فيه مثقّفو إسرائيل على غرار كاتب المقال، أن الشبح الحقيقي لأي استعمار هو المقاومة. للتذكير، فإن كتاب المؤرخ البريطاني أليستير هورن "تاريخ الحرب في الجزائر (1954-1962)".لم يعد للواجهة الإعلامية في هذه الأيام فقط، حيث كشفت تقارير صحفية أثناء الحرب على العراق 2003 ثم حرب لبنان 2006، أن قادة الحرب الأمريكان والمسؤولين في وزارة الدفاع يدرسون تاريخ حرب التحرير الجزائرية للاستفادة من نقاط التشابه مع الحرب الدائرة بالعراق. وكان بوش قد صرّح في لقاء مع صحفيي سابق إنه يدرس كتاب المؤرخ البريطاني أليستير هورن، الذي تحول إلى أحد أكثر الكتب رواجا بين موظفي البنتاغون منذ اجتياح العراق، كما كشفت تقارير أخرى أن مسؤولي البنتاغون شاهدوا عام 2003 فيلم المخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو "معركة الجزائر" الذي يصور كيفية تعامل الجيش الفرنسي مع خلايا جبهة التحرير الوطني خلال معركة الجزائر عام1957.