أكد الكاتب والأستاذ الجامعي، موسى بن جدو، أن رواية "ذاكرة الماء" للكاتب الجزائري واسيني الأعرج لا تنسجم في أفكارها مع الإطار العربي الإسلامي الجزائري، مضيفا أن أحداثها تكاد تكون دعوة صريحة للانتماء إلى الغرب في قيمه ومبادئه، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على الخلفية الحضارية للرواية• وقال الأستاذ موسى بن جدو في قراءة قدمها نهاية الأسبوع الماضي بمقر الجاحظية لرواية "ذاكرة الماء"، إن الكاتب واسيني الأعرج تحدث في هذه الرواية عن مرحلة هامة مرت بها الجزائر والمتعلقة بفترة العشرية السوداء التي طرحت مشكل الهوية بشكل حاد، حيث تناول الكاتب مرحلة حرجة وهامة من تاريخ الجزائر في مواجهتها لكل الظروف التي كادت أن تعصف بها بعد أكثر من أربعين سنة من الاستقلال وصلت فيها الجزائر إلى طريق مسدود• وفي تناوله لمحتوى الرواية التي يرى الأستاذ بن جدو أنها تمثل تجربة شخصية اقترنت بالواقعية والتوثيق الصحفي الذي اعتمد عليه الأعرج في بناء الأحداث الدرامية لروايته والتي اختصر أحداثها في برنامج يوم كامل من عمر الكاتب أو بطل الرواية لينطلق منه في تناول مختلف المراحل التي عرفتها الجزائر بعد الاستقلال وذلك بالتطرق إلى ماضي بطل الرواية وحاضره والعودة إلى طفولته وحياته القروية، ليبدأ الكاتب يومه بكتابة رسالة إلى زوجته المغتربة مريم، الذهاب إلى مركز البريد وشراء كتاب ثم إلى المطبعة للاستفسار عن الرواية التي قدمها للطبع وبعدها الحوار الذي جمعه مع نادية في المطعم، وأخيرا حضور جنازة صديقه يوسف سبتي• كما أضاف المحاضر أن الرواية تطرقت إلى الظروف الصعبة التي كان يعيشها المثقفون الجزائريون في العشرية السوداء، حيث أن بطل الرواية كان يتعرض بشكل مستمر لمحاولات الاغتيال التي لم تدفعه كغيره إلى الهجرة رغم محاولات أقاربه إقناعه بذلك• من جهة أخرى، أكد موسى بن جدو أن الروائي واسيني الأعرج استطاع التحكم بمهارة في الأشكال السردية، رغم تداخل الأحداث وهو ما ساهم، حسبه، في دفع الأحداث الروائية بشكل متناسق جعلت من " ذاكرة الماء" وحدة فنية متكاملة، أما عن اللغة فهي في نظر المحاضر تمتاز بمستويات مختلفة في معظمها تجسد لغة سليمة، وفيما عدا ذلك فإنها تنزل إلى المباشر واليومي لتصبح بسيطة وركيكة، إلى جانب بعض الأخطاء اللغوية التي لا يمكن أن تصدر عن أستاذ أكاديمي مهتم باللغة العربية• وأهم عنصر اهتم به بن جدو هو الخلفية الحضارية للرواية التي لم يكن أبطالها يواجهون أزمة اقتصادية أو اجتماعية بقدر معاناتهم من أزمة هوية، بعد أكثر من 40 سنة من الاستقلال وهو ما جسده من خلال تشبث البطل بالجزائر، ورغبته من جهة أخرى في الرجوع إلى الثوابت الغربية التي تخلى عنها الجزائريون بعد الاستقلال مثل العطلة الأسبوعية التي أرادها أن تكون أيام السبت والأحد عودة لارتباطه بالحضارة الغربية ومهاجمته لعبادة الصلاة•