سجلت صادرات ايطاليا من التجهيزات إلى الجزائر تطورا مدهشا على حساب دول أوربية أخرى وانتقلت في السداسي الأول من السنة الجارية من 759 مليون دولار إلى 1.24 مليار دولار أي بنسبة زيادة قدرها 63 بالمئة. وأكد مدير المعهد الايطالي للتجارة الخارجية، السيد بورسيا، إن نسبة التبادل التجاري بين الجزائر وايطاليا أصبحت مريحة جدا للايطاليين في تطور نوعي بين البلدين، وقال ان صادرات ايطاليا إلى الجزائر تمثل أكثر من 57 بالمئة من مجموع الصادرات الايطالية إلى الخارج، وأضاف أنه "في السداسي الأول من سنة 2009 سجلت التبادلات التجارية بين البلدين ارتفاعا بنسبة 9.5 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من عام 2008"، ولم يخف الايطاليون انخفاض العجز في الميزان التجاري جراء ذلك ويبررون على لسان مدير المعهد الايطالي للتجارة الخارجية ذلك بقوله:" انخفاض العجز التجاري ناتج عن انخفاض أسعار البترول ولكن أيضا بسبب الإبقاء على مستوى الصادرات الايطالية رغم أن ايطاليا أصبحت ثالث ممول للجزائر ب 2.15 مليار دولار بعد فرنسا والصين". وسجلت المواد الاستهلاكية الايطالية في الجزائر "تطورا مشجعا ب41 بالمئة وانتقلت من 17 مليون دولار في السداسي الأول من سنة 2008 إلى 24 مليون دولار لنفس الفترة في 2009. ولكن المواد نصف المصنعة عرفت في المقابل انخفاضا ب30.93 بالمئة وانتقلت من 931 إلى 643 مليون دولار في الشهور الستة الأخيرة من هذه السنة" ويمثل التمون الايطالي من الغاز الجزائري والبترول ما نسبته 98.3 بالئة. من جهة أخرى تراجعت الواردات الجزائرية في السداسي الأول 2009 بناقص 43 بالمئة ووصلت ثلاثة ملايير دولار، ويقول بورسيا "وصلت التبادلات التجارية بين الجزائر وايطاليا في السداسي الأول 2009 إلى 4 ملايير دولار بتسجيل انخفاض يقارب 30 بالمئة" ويقول ذات المتحدث في محاولة تفسير العلاقات التجارية المتطورة نسبيا في السنوات الأخيرة بين البلدين "ايطاليا ستستمر في البناء والانطلاق الاقتصادي للجزائر"، وهذا الكلام يعني الكثير إذا ما تجلت إيحاءاته بشكل أفضل لاحقا من خلال نوعية التبادلات والصفقات التي قد يحصل عليها الايطاليون في برنامج الإنعاش الاقتصادي الخماسي. وهكذا نالت المؤسسات الايطالية في السداسي الأول من السنة الجارية ما مقداره 4.5 مليار اورو من الصفقات العمومية 80 بالمئة منها في قطاع الطاقة. وقد سبق لايطاليا أن ثبّتت رجليها خارج استثمار في المحروقات ب70 مليون دولار في 2007. ويؤكد الدبلوماسيون الايطاليون في تلميحات قوية عن ما لا يسمونه بالاسم في القول الآتي: "رغم أن ايطاليا تبقى حاضرة في قطاع الأشغال العمومية من خلال مؤسساتها، ولكن يلاحظ ميل قوي لرسو الصفقات على المؤسسات الصينية"، ومع ذلك ينفي مدير المعهد الايطالي للتجارة الخارجية هذه التهمة غير المذكورة بصراحة في تعاليق الدبلوماسيين الايطاليين ويعتبر "الصينيين أكثر تنافسية وهذا أمر عادي. نحن نواجه منافس جديد والمؤسسات الصينية أخذت حصة الأسد في السوق الجزائرية، التي كانت تقليديا تعود للمؤسسات الايطالية بحكم أنها ذات خبرة دولية"، وقال سفير ايطاليا بالجزائر في نقاش ايطالي-ايطالي حول التبادلات الجزائرية الايطالية ومصالح ايطاليا في الجزائر أن الصينيين يفرضون على الايطاليين منافسة قوية كلما تعلق الأمر بالمناقصات الدولية التي تطلقها الجزائر. ووصل عدد الشركات الايطالية في الجزائر إلى 150 مؤسسة، 40 منها تشتغل في حقل الطاقة و40 مؤسسة أخرى عاملة في قطاع البناء، بينما توزعت العشرين بالمئة الباقية من الشركات الايطالية على القطاعات الأخرى مثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، الخدمات، البلاستيك، المطابع والسيراميك وغيره. وتشكل الجزائر ثاني اتجاه للمؤسسات الايطالية في مجال الأشغال العمومية وعلى المستوى العالمي، وتساهم هذه المؤسسات في المشاريع الكبرى الخاصة بالسكك الحديدية وبناء السدود والطريق السيّار شرق غرب. وكشف مدير المعهد الايطالي للتجارة الخارجية عن مشاركة كثيفة للمؤسسات الايطالية في الصالون الدولي للأشغال العمومية وكتب في افتتاحية مجلة "كريشاندو" المتخصصة أن الجزائر هي أول زبون لايطاليا في القارة الإفريقية وثالث زبون في افريقيا واسيا بعد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. وعبر هذا المسؤول الايطالي عن أمل ايطالي بحت وسط صراع المصالح حول الجزائر ومن يستفيد من مشاريعها الكبرى بقول فيه من تركيز السياسة ولطافة التعابير الدبلوماسية ما يكفي لانتظار رجع صدى ايجابي، حيث أضاف بالحرف الواحد "جعلت ايطاليا من الجزائر شريكها الاستراتيجي وأوكلت لها جزء كبيرا من حاجتها إلى التمون بالطاقة وايطاليا تنتظر من الجزائر في المخطط الخماسي الجديد 2009- 2013 حصة كبيرة وان يكون تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من نصيب الخبرة الايطالية " ولوح بما يشبه مباركة ايطاليا للقرارات الاقتصادية الأخيرة والتي سماها أويحيى قرارات وطنية وذكّر مدير المعهد الايطالي للتجارة الخارجية بما كان يقوله الدبلوماسيون الجزائريون في اللقاءات الدولية أو على انفراد:"ايطاليا لم تتخل عنا في العشرية السوداء". وستحتضن وهران بين الرابع والسابع أكتوبر القادم الأيام الايطالية في وهران حيث سيتداخل الاقتصاد بالتاريخ والثقافة وهي مناسبة للنظر في العلاقات الجزائرية الايطالية والتدقيق في جوانب منها وكل طرف يحاول استمالة الايجابيات نحوه وتحاول مصادر إعلامية وسياسية التأكد مما يثار حول التقاء الرئيس بوتفليقة برئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلسكوني قبل نهاية العام الجاري وتبدو العاصمة الايطالية روما على استعداد لاستقبال الضيف في أية لحظة خاصة وان "كل زيارات الرسميين الايطاليين للجزائر جاءت في إطار ترقب القمة الثنائية التي لم يحدد لها تاريخ بعد" حسب السفير الايطالي بالجزائر، الذي أردف قائلا:" من المفروض ستنعقد القمة في الجزائر العاصمة لان القمة الأولى انعقدت في روما سنة 2007، وتحديد تاريخ القمة يعود للسلطات الجزائرية".