في سابقة وصفها العديد من السياسين والدبلوماسيين بأنها كاريكاتورية، هدّد اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بنقل الحرب إلى الجزائر، زاعما انها تستغل الأزمة الامنية في ليبيا لدخول قوات من جيشها إلى الأراضي الليبية دون إذن، حسب مزاعمه التي بددتها الساحة السياسية الوطنية أمس معتبرة أنها تدخل في إطار تطبيق اجندات قذرة تستهدف الجزائر ،فيما ادرج دبلوماسيون سابقون كلام حفتر في إطار" الهذيان" الذي لا يستوجب رد الخارجية الجزائرية. وأظهر فيديو بثته قناة الجزيرة القطرية، حفتر يخاطب مجموعة من مؤيديه وهو يقول"أبلغت القيادة الجزائرية بتجاوزات على الحدود وأنه بإمكانه تحويل الحرب من جهة إلى جهة أخرى في لحظات". ولم يتوقف حفتربهذا الحد من الاكاذيب، حيث طمئن أنصاره بأنه تلقى اعتذارا وشكرا من السلطات الجزائرية. تجدر الإشارة أن الجزائر تجنبت منذ إندلاع الأزمة في ليبيا سنة 2011 الدخول على خط الخلافات الليبية، كما تدعو دائما إلى الحل السلمي بإنهاء الأزمة في الجارة الشرقية، كما ان هذه الاستراتيجية ليست وليدة اللحظة بل هي عقيدة راسخة للجزائر لا يختلف عليها اثنين، كما بقيت ترفض كل التدخلات العسكرية التي جعلت من ليبيا مرتعا لقوات عسكرية من دول حلف الناتو والخليج العربي ومصر التي يحوم طيرانها فوق معسكرات المشير حفتر كل يوم. سياسيون: كلام حفتر تعد خطير و فجرت تصريحات حفتر المتطاولة موجة من ردود الافعال ، حيث قال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري في تفاعله مع تصريحات حفتر إن المشير الليبي مسنود جيدا من قبل مصر و الإمارات مضيفا إلى أنه لايقفه إطلاقا في الأعراف الديبلوماسية وإلا لما كان تجرأ على الجزائر ، وأشار مقري خلال منشور له على صفحته في مواقع التواصل الإجتماعي أن الجزائريين لا يمكنهم إطلاقا أن يتحملوا ما قاله حفتر أمس على إعتبار أنه تعد خطير بحسبه. من جانبه قال السيناتور عبد الوهاب بن زعيم، في منشور له ، انه "لن يلومنا احد ..بل العكس تماما ..وجب علينا التدخل في ليبيا للقضاء على الجماعات الإرهابية والمساعدة في تنظيم الشؤون الليبية"، مضيفا بان الجزائر أحق من الاوروبيين والأمريكيين في تنظيم البيت الليبي، واعتبر أن امن الجزائر القومي وأمن ليبيا مصير مشترك، قبل أن يضيف "لذلك نحن مع كل ما يصون بلدنا ويحميها". هذيان حفتر لا يستوجب رد الخارجية الجزائرية اما الدبلوماسي وكاتب الدولة لشؤون الجالية سابقا، حليم بن عطاء الله، فوصف تهديد اللواء الليبي خليفة حفتر بالدخول في حرب مع الجزائر، بأنه مفاجىء وخروج عن أعراف الجيرة بين البلدين. ويرى بن عطاء الله بأن تصريحات حفتر في إجتماع مع مؤيديه شرق ليبيا جاءت بطلب من الدول الداعمة له، التي ترفض الحل السياسي الذي ترافع له الجزائر في الأزمة الليبية. كما وصف الدبلوماسي كلام اللواء حفتر ب " الهذيان" الذي لا يستوجب رد الخارجية الجزائرية، باعتبار أن المتحدث لا يمثل السلطات الرسمية لبلاده. وقال بن عطاء الله إن "حفتر بدل أن يوجه كلامه إلى فرنسا وبعض الدول العربية التي تتبنى الحل العسكري لتأزيم الوضع الليبي"، قام بافتعال أزمة مع الجزائر لكسب ود أنصاره وجنوده في شرق ليبيا من جهة، وكذلك توجيه رسالة من دول تدعمه للجزائر. أجندات قذرة تستهدف الجزائر و بحسب خبراء في الشأن السياسي فإن تصريحات حفتر تشكل تحديا لجهود الوساطة التي تقوم بها الجزائر بين فرقاء الأزمة الليبية التي طال أمدها، حيث سعت الجزائر منذ اندلاع الأزمة في ليبيا إلى بذل جهود لحلها، كما استقبلت العاصمة الجزائر وفودا ليبية من جميع الأطراف للوصول إلى حل يرضي الجميع. و في السياق قال المحلل السياسي جلال مناد في تصريح ل السياسي أمس إن تصريحات اللواء حفتر تعتبر لعبا بالنار مؤكدا في السياق أن مليشيا حفتر تتواجد غالبيتها في شرق ليبيا بعيدا عن حدود الجزائر، وهو ما يجعله غير مؤهل لخوض صراع عسكري مع جيش دولة بحجم الجزائر فما بالك بتجسيد تهديده بنقل الحرب من جهة إلى أخرى. و حسب محدثنا فإن العلاقات بين الجزائر و جناح حفتر كانت متذبذبة ،و ساءت بفعل رفض الجزائر وقف العمل بالاتفاق السياسي الذي رعته الأممالمتحدة بالصخيرات، في حين أكد خليفة حفتر نهاية العمل بالاتفاق، ورفض ولاية حكومة الوفاق الوطني التي يدعمها المجتمع الدولي برئاسة فايز السراج. و ذكر ذات المحلل السياسي أن تصريحات حفتر ليست غريبة عليه، حيث اتهم اللواء الليبي المتقاعد سنة 2014الجزائر ودولا عربية عدوة بمحاولة السيطرة على ثروات بلاده.