يلتقي رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، اليوم برئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، بمقر هذا الأخير، لعرض مبادرة التوافق الوطني،في وقت تشهد فيه العلاقات بين الحزبين تدهورا كبيرا وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين بخصوص العديد من القضايا السياسية و الاديولوجية . لقاء الحزبين الشريكين في إطار ما عرف ب تنسيقية الانتقال الديمقراطي . يرتقب أن يكون مثيرا ،خصوصا و انه يأتي في عز فترة التراشق السياسي بين الطرفين،لدواع سياسية و اديولوجية مختلفة. ويندرج اللقاء، حسب حركة مجتمع السلم في إطار استكمال الجولة الثانية، من المشاورات السياسية مع الأحزاب السياسية،حيث تسعى الحركة التي يرأسها عبد الرزاق مقري إلى إنجاز عمل ديمقراطي مشترك بين السلطة و المعارضة مع احترام الخصوصيات و التنوع السياسي.، و ترتكز المبادرة على جملة من العناصر منها مرشح توافقي لرئاسيات 2019 وكذا رئيس حكومة توافقي يجسد رؤية المبادرة و كذا حكومة واسعة التمثيل تجمع بين الكفاءة و الخبرة و الرمزية السياسية. ويذكر أن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، كان قد تحفظ على مضمون مبادرة التوافق الوطني، التي تقدمت بها حمس ، لاسيما البند المتعلق بدعوة الجيش لمرافقة الانتقال الديمقراطي ، حيث اعتبر أن ذلك الأمر غير مقبول ويتنافى والتقاليد الديمقراطية، وهو ما يبرر بحسب مراقبين تأخر اللقاء بين الحزبين مقارنة بتشكيلات سياسية أخرى محسوبة على المولاة، وهذا على الرغم من أن التشكيلتين كانتا حليفتين سنة 2014 في إطار ما عرف ب تنسيقية الانتقال الديمقراطي . و هاجم رئيس الأرسيدي، محسن بلعباس، امس الاول حركة مجتمع السلم، مؤكدا أن الدفع بالمؤسسة العسكرية إلى الواجهة السياسية يعتبر خطرا على مستقبل البلد. و قال بلعباس إنّ ما قامت به حمس خلال الصائفة ثرثرة بحجة التوصل إلى توافق الأجهزة حول المشاركة في السلطة والحصول على امتيازات حطّمت الرأي العام الذي يئس من مماطلة معارضي السلطة الذين فشلوا في فرض أنفسهم كمعارضين، على حد وصفه، كما اتهم زعيم الارندي حركة حمس بالانقلاب على اتفاق مزفران الذي جمع اقطاب المعارضة. اما حركة مجتمع السلم فتهجمت بدورها على الارسيدي بخصوص قضايا اديولوجية مؤخرا،حيث وصف النائب عن الحركة ناصر حمدادوش مؤخرا مسؤولي الارسيدي ب"عشاق المعارك الوهمية ضدّ الشريعة" و ذلك على خلفية مطالبتهم بالمساواة في الميراث بين الرجل و المراة. من جهة اخرى برمجت حمس في اطار المشاورات السياسية الخاصة بمبادرة التوافق الوطني،المخصصة لفعاليات المجتمع المدني والنقابات، لقاء بقيادات في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، يوم الأربعاء القادم. حيث أن الحركة تولى أهمية كبيرة للنقابات المستقلة وتريد إشراكها واستخلاص نظرتها، الحلول الاجتماعية والاقتصادية للمبادرة، خاصة في مجال التربية الوطنية.