أكد مشاركون في لقاء دراسي حول المدينة الحديثة.. مواصفات وأساسيات ، نظم امس بالنعامة، على ضرورة التحكم في التعمير والتكيف مع متطلبات التطور الذي تعرفه مدن الولاية وتوسع نسيجها الحضري، دون إهمال خصوصيات النمط العمراني للمنطقة واستخدام أدوات البناء المحلية. ودعا مهندسون معماريون وممثلو مكاتب دراسات معتمدة ومختصون في قطاع التعمير والبناء من النعامة في مناقشاتهم لمحاور هذا اللقاء الذي احتضنته دار الثقافة إلى التطبيق الصارم لآليات وأدوات التعمير التي تستجيب للتطورات التي يعرفها الفضاء الحضري وإيجاد تناسق معماري وتكامل للمرافق داخل مدن الولاية. وناقش المجتمعون في هذا اللقاء الذي نظمته مديرية التعمير والبناء والهندسة المعمارية للولاية بالتنسيق مع المجلس المحلي للمهندسين المعماريين أهم المعطيات الحاصلة في مجال إعداد وتحديد المقاربات والمناهج لاستغلال المساحات العقارية المخصصة لمشاريع التعمير وتنظيم وهيكلة النطاق الحضري مع مراعاة الخصوصيات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للمنطقة. وأكد المهندس المعماري، هني محمد، في مداخلته التسيير المتكامل للمدينة.. نحو حكامة عمرانية جيدة ، على أهمية التنسيق الجيد والمتواصل بين المختصين المكلفين بإعداد التصاميم التقنية للبناءات (أحياء سكنية أو مرافق عمومية وغيرها) والجماعات المحلية لإعداد وتحديد مناهج لتحقيق التناسق المعماري داخل المدن وتحسين الطابع الجمالي للأحياء وترقية المحيط الحضري لبلديات الولاية. وأفاد ذات المحاضر بأن التوسعات الجديدة التي تعرفها مدن الولاية التي تحضّر لإعداد تجزئات عقارية جديدة تضم أكثر 4.664 قطعة للبناء الذاتي عبر مدينتي المشرية وعين الصفراء في إطار إنشاء مناطق سكنية جديدة تتطلب استخدام أدوات تعمير تستجيب للتطورات التى يعرفها الفضاء الحضري للمدن العصرية وتعكس في ذات الوقت تنوع الثراء المعماري في بلادنا. ومن جهته، أشار مدير البناء والتعمير للولاية، حميدي محمد أديب، في مداخلته حول مقاربات التهيئة في الوسط العمراني لمدن الولاية الى أن الخصوصية التي ينبغي التوجه إليها في إنشاء الأقطاب الحضرية الجديدة بالتجمعات الكبرى للولاية تعتمد على تجاوبها مع متطلبات التنمية المستديمة لا سيما في مجال التكفل بجانب النظام الإيكولوجي، الحضري. وتطرق المتحدث إلى إلزامية استخدام الطاقات المتجددة والتفكير في أنماط عصرية لتسيير النفايات وشبكة النقل وغيرها على مستوى المناطق السكنية الجديدة وأخذ كل هذه الإعتبارات أثناء إعداد المخططات المديرة للتهيئة العمرانية ومخططات شغل الأراضي. وخلص هذا اللقاء إلى عدة توصيات أهمها تعزير العلاقة الوثيقة بين التعمير والتنمية المستديمة واعتماد العمل التشاركي ما بين مختلف القطاعات في إنجاز مشاريع التهيئة العمرانية وتوفير كافة المرافق الضرورية داخل الأحياء السكنية الجديدة للتكفل بإحتايجات المواطن المختلفة من أجل تفادي الإشكالات التي يسببها التمدن السريع وتأثيراته على المحيط البيئي.