تضمن مخطط مكافحة حرائق الغابات الخاص بموسم 2019 بولاية البليدة تشكيل 11 فرقة متنقلة لمراقبة النقاط الحساسة والسوداء الموزعة على مستوى سلسلة الأطلس البليدي، بما فيها الحظيرة الوطنية للشريعة بهدف التقليل من حجم الخسائر، حسب ما كشفت عنه محافظ الغابات، دليلة بناني. وستسمح هذه الفرقة المتنقلة المدعمة بسيارات إطفاء خفيفة وشاحنات إطفاء متوسطة من اكتشاف بؤر الحريق والسيطرة عليها عند بداية نشوبها، الأمر الذي سيضمن التدخل الأولي إلى حين وصول فرق الدعم، تضيف بناني. وبدورها، جندت الحظيرة الوطنية للشريعة التي تغطي ثلاثة قطاعات وهي كل من الشريعة والحمدانية وحمام ملوان فرقتين متنقلتين خاصتين بالاكتشاف والتدخل الأولي، وآخرتين للتدخل تضم جميعها 34 عونا. وفي إطار تحضيراتها الرامية لضمان جاهزية مختلف الإمكانيات المادية والبشرية، تقول ذات المتحدثة: تعمل محافظة الغابات في سباق مع الزمن على رفع مختلف العراقيل التي صادفتها خلال المواسم الماضية والتي صعبت من عملية التحكم في ألسنة النيران، أبرزها نقص نقاط المياه، مع العلم أن الولاية تتوفر على 75 نقطة، غير أنها تبقى غير كافية ، حسب المتحدثة. وفي هذا السياق، كشفت ذات المصدر عن شروع محافظة الغابات بالتنسيق مع مصالح البلديات في جرد نقاط المياه داخل المناطق الغابية الحساسة، بهدف ضمان توفير وسائل الإمداد بالمياه عبر مختلف البلديات الغابية. و إلى جانب نقص نقاط المياه، تسجل محافظة الغابات أيضا عراقيل أخرى تؤثر على عملها، وفقا لذات المسؤولة، أبرزها التضاريس الوعرة وكذا توفر الحظيرة الوطنية للشريعة على أصناف غابية متعددة حساسة سريعة الاشتعال كالصنوبر الحلبي وكذا مشكل اندلاع عدة حرائق في وقت واحد، بالإضافة إلى مشكل التدخل البطيء لجهاز العملياتي للدوائر والبلديات. وبهدف تسهيل تدخل شاحنات الإطفاء عند نشوب الحرائق على مستوى المساحات الغابية، تواصل محافظة الغابات عمليات صيانة المسالك، حيث قامت لحد الآن بصيانة 43 كلم من أصل 64 كلم ستمسها الأشغال وكذا فتح مسالك جديدة، بالإضافة إلى تهيئة الخنادق المضادة لانتشار النار. وككل سنة، تراهن محافظة الغابات على الحملات التحسيسية والتوعوية التي تستهدف خاصة السكان المجاورين للغابات للتقليل من حجم خسائر حرائق الغابات، يضيف ذات المصدر، الذي كشف عن انطلاق قافلة تحسيسية قريبا ستجوب البلديات ذات الطابع الغابي بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية. كما قامت ذات المصالح في إطار نشاطاتها الوقائية بوضع لافتات مكتوب عليها حذاري حرائق الغابات على حواف الطرق العابرة للغابات، هذا بالإضافة إلى إلقاء خطب في المساجد تتناول ضرورة حماية الغابات من الحرائق. يذكر أن ولاية البليدة سجلت خلال السنة الفارطة انخفاض جد محسوس في حرائق الغابات وهذا بنسبة 32 بالمائة، بحيث أحصت سنة 2018 نشوب 80 حريقا أسفر عن إتلاف 141 هكتار، مقابل نشوب 185 حريق سنة 2017، ما نجم عنه إتلاف 391 هكتار من الغابات.