أعلنت منظمة الصحة العالمية،عن ارتفاع ضحايا المعارك الدائرة جنوب وحول العاصمة الليبية طرابلس إلى 432 قتيل وإصابة أكثر من ألفي شخص. وأشار مكتب المنظمة في ليبيا عبر بيان تناقلته مصادر إعلامية إلى أن عدد القتلى جراء المعارك حول طرابلس خلال أفريل الماضي، وصل إلى 432 قتيل وإصابة 2069 شخصا. كما أضطر أكثر من 50 ألف شخص للفرار من منازلهم بسبب الاشتباكات. وأشارت المنظمة، إلى أنه مع استمرار العنف كل يوم، يرتفع عدد القتلى والجرحى والنازحين. وكانت منظمة الصحة العالمية في ليبيا، قد أعلنت في حصيلة سابقة عن مقتل 392 شخصا وإصابة 1936 آخرين، منذ اندلاع الاشتباكات بالقرب من طرابلس على إثر هجوم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة الليبية. وطالبت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، أطراف القتال بالْتزام هدنة إنسانية لمدة أسبوع، قابلة للتمديد ابتداء من يوم الاثنين. ودعت البعثة في بيان نشر على صفحتها الرسمية على الفيسبوك، (كل الأطراف المنخرطة في القتال، عملا بروح المناسبة كما باتفاقية حقوق الإنسان، لهدنة إنسانية مدتها أسبوع، تبدأ في الرابعة من صباح الأول من رمضان الموافق للسادس من ماي الجاري). وطالبت البعثة كل الأطراف بأن تتعهد خلال الهدنة بوقف العمليات العسكرية بمختلف أنواعها، من استطلاع وقصف وقنص واستقدام تعزيزات جديدة لساحات القتال، وفقا للبيان. وكانت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم قد نددت بهجوم قوات حفتر، واعتبرته (مقوضا) لكل الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي في ليبيا ينهي الأزمة القائمة بالبلاد منذ عام 2011. اشتباكات متقطعة وغارات ليلية عنيفة كما شهدت محاور القتال حول العاصمة الليبية طرابلس في أول أيام شهر رمضان المبارك، هدوءا نسبيا تخللته اشتباكات تحولت مع حلول الظلام إلى غارات جوية استهدفت مواقع قوات حكومة الوفاق. وتركزت الغارات الجوية الليلية على مواقع التشكيلات التابعة لحكومة الوفاق الوطني في مناطق عين زارة ووادي الربيع، فيما سُجلت اشتباكات بين قوات الطرفين في محور وادي الربيع وعين زارة وخلة الفرجان، وهي مناطق من الضواحي الجنوبية الملاصقة لطرابلس. وفيما تؤكد مواقع إخبارية مقربة من القيادة العامة للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أن الغارات تنفذها طائرات مروحية مزودة بمناظير ليلية، تقول أنباء أخرى إن الغارات تنفذ بواسطة طائرات مجهولة من دون طيار. يذكر أن القائد العام للجيش الليبي، خليفة حفتر، أطلق يوم 4 أفريل الماضي عملية عسكرية كبرى في اتجاه مناطق غرب البلاد، ونجحت الحملة العسكرية في السيطرة على عدة مدن حول طرابلس كانت تحت سيطرة حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، فيما يتواصل القتال منذ ذلك الحين بين الطرفين في جبهة عريضة جنوب العاصمة تمتد من خلة الفرجان وصولا إلى وادي الهيرة جنوبا. وذكرت مواقع إخبارية محلية أن مضادات الجيش الوطني الليبي الجوية أسقطت طائرة تابعة لقوات الوفاق أثناء إغارتها على مواقع في وادي الهيرة الواقع بين مدينتي العزيزية وغريان جنوبطرابلس. وتقول الأنباء إن الطائرة الحربية تابعة للكلية الجوية في مدينة مصراتة، الواقعة إلى الشرق من العاصمة طرابلس، إلا أنه لا توجد حتى الآن أي تأكيدات رسمية بشأن سقوط الطائرة. وذكر شهود عيان أن الطائرة نفذت ضربات جوية بمنطقة جندوبة بالقرب من غريان، وغارة جوية بمنطقة الهيرة قبل أن تسقطها المضادات الأرضية. من جهة أخرى، فتح محققون أمميون تحقيقا لمعرفة ما إذا كانت الإمارات ضالعة في النزاع العسكري بليبيا، وذلك بعد أن تم هناك الشهر الماضي استخدام طائرات مسيرة صينية الصنع، يمتلك مثلها الجيش الإماراتي. وذكرت وكالة (فرانس برس) استنادا إلى تقرير سري أن الصواريخ، التي أطلقتها الطائرات المسيرة في الضاحية الجنوبيةلطرابلس يومي 19 و20 أفريل الماضي، تبين بعد دراسة شظاياها أنها هي صواريخ جو-أرض من طراز (بلو آرو). وبحسب التقرير، فإن هذا النوع من الصواريخ تمتلكه فقط ثلاث دول هي الصين وكازاخستان والإمارات العربية المتحدة، ذلك أن هذه الصواريخ تطلقها حصرا طائرات بدون طيار تنتجها شركة (وينغ لونغ) الصينية. ولفت التقرير إلى أن مجموعة الخبراء تحقق في الاستخدام المحتمل لهذا السلاح من قبل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أو من قبل طرف ثالث داعم للجيش الوطني الليبي، مؤكدا أن هذه الصواريخ لم تحصل عليها ليبيا مباشرة من الشركة المصنعة أو من الصين.