يعاني سكان الأحياء القصديرية بمنطقة سوريكال، التابعة لبلدية باب الزوار، معاناة شديدة، نتيجة الأوضاع المزرية التي يعشونها، بسبب هشاشة سكناتهم، خاصة أنها أصبحت لا توفر ظروف الحماية اللازمة. رصدت "السياسي" خلال جولة استطلاعية قامت بها في الحي، الأوضاع التي يمر بها السكان في كثير من البيوت القصديرية، التي لا تتوفر على الشروط اللازمة لتكون مأوى، نظرا لشدة هشاشتها واهترائها، وقد أصبحت هذه السكنات غير قادرة على مواصلة تحمل ظروف الطبيعة، خاصة خلال اليومين الماضيين، الذين شهدا تهاطل كميات معتبرة من الأمطار. أوضح العم محمد، أحد المواطنين القاطنين بهذه البيوت، أنهم يمرون بمعاناة شديدة لا يعرف مرارتها إلا من عايشها، نتيجة القطرات من المياه التي تدخل البيوت عبر الأسقف والجذران المتصدعة، وعبر تشققات النوافذ، مما يتسبب في إتلاف أغراض العائلات، وقد حرمت هذه الوضعية المواطنين من النوم، جراء تخوفهم المتواصل من إمكانية انهيار السكنات فوق رؤوسهم في أي لحظة، خاصة عندما تهب الرياح بشدة، هذه الحالة تسفر عن هلع وخوف كبيرين وسط السكان، واشتكى رضا في ذات الوقت من البرد القارص نتيجة انعدام المدافئ بداخلها، حيث تضطر عائلات يفوق عدد أفرادها الثمانية أفراد، إلى تحمل البرد القارس، والمعاناة التي يعيشها السكان يوميا، في ظل غياب التفاتة فعلية من طرف الجهات المعنية بالبلدية، التي من شأنها تسوية وضعيتهم إلى الأحسن. وتتسبب الروائح الكريهة التي تبعثها قنوات صرف المياه المتواجدة بمنتصف البيت، وبالقرب من المطبخ، في الكثير من الأمراض والأوبئة الفتاكة، التي تؤدي بحياة الكثير من الأشخاص إلى الأسوأ، حيث تنتشر أمراض الروماتيزم والحساسية الربو، نتيجة البرودة الشديدة والروائح الكريهة التي تنبعث من قنوات صرف المياه المتواجدة بداخل البيوت الهشة، ونتيجة لهذه الظروف، أكد (عمر. م)، وهو رب لعائلة يبلغ من العمر45 سنة، أنه يقطن بهذه البيوت، نظرا للظروف الصعبة والوضعية الاجتماعية المتدهورة، وفي نفس السياق، ذكرت (خديجة. س)، وهي أم مطلقة وترعى ولدين، أنها لم تجد مكان لها إلا البيوت القصديرية المتواجدة بسور يكال، لتلجا إليها، حتى تحتمي من قساوة الظروف. ومن جهة أخرى، يشهد الحي كما هائلا من النفايات المترامية في كل الجهات بالمنطقة، الحالة التي تهدد قاطنيها نتيجة الروائح الكريهة، والحشرات الضارة والقوارض على غرار الناموس والفئران والثعابين، التي تنجر منها، وأمام هذه الوضعية قاطني الحي يطالبون من السلطات المعنية تسوية وضعيتهم، بتوفير سكن يليق بهم.