أدى تفشي وباء فيروس كورونا إلى انتعاش قيمة الدينار في مواجهة العملة الأوروبية الموحدة اليورو ، حيث انخفضت قيمة اليورو مقابل الدينار الجزائر على ما دون عتبة ال200 دينار. وكانت قيمة اليورو الواحد قد تجاوزت ال200 دينار منذ أزيد من سنة، في إطار الانهيار المستمر لقيمة العملة الجزائرية، بسبب تباطِؤ وتيرة نمو الاقتصاد الوطني، المتأثر بدوره بالانهيار المخيف لأسعار النفط، الذي يبقى يشكل العمود الفقري للجباية المالية في البلاد. وقدر سعر اليورو الواحد بنحو 197 دينار نهاية الأسبوع الجاري، متأثرا بتراجع الإقبال على طلب العملة الأوروبية في السوق المالية الموازية بساحة بور سعيد في قلب العاصمة، والتي يبدو أنها لم تتأثر بالإجراءات المسلطة على السوق السوداء، منذ قدوم وزير التجارة الجديد، كمال رزيق. وعادة ما تشهد قيمة اليورو ارتفاعا كبيرا في مثل هذه الأوقات، بسبب قرب شهر رمضان الذي يشهد توجه أعداد كبيرة من الجزائريين إلى البقاع المقدسة لأداء العمرة، أو لاقتراب موعد فصل الصيف الذي يشهد بدوره إقبال على العملات الأجنبية من أجل قضاء العطل خارج البلاد، الأمر الذي يزيد الطلب على العملات الأجنبية من ثم ترتفع قيمتها. ومعلوم أن المملكة العربية السعودية كان قد أغلقت الأماكن المقدسة في وجه المعتمرين خوفا من تفشي فيروس كورونا ، كما عمدت العديد من شركات الطيران إلى وقف الرحلات من وإلى الجزائر، وهو الأمر ذاته الذي قامت به الجزائر لحماية مواطنيها من فيروس كورونا . كما توقفت العديد من الدول في منح التأشيرات للرعايا الأجانب، وهذا من الأمور التي تحول دون تنقل الجزائريين على الخارج، وهو ما يجعل الحاجة إلى شراء العملات الأجنبية غير مبررة، وهذا يقلل الطلب على اليورو، ومن ثم تراجع قيمته، وفق ما تقتضيه قاعدة العرض والطلب المحددة لحركية السلع.