تبرأ كمال العوفي، رئيس تنسيقية المفوضين بالعمارات المهددة بالإنهيار، من العواقب التي ستحدث جراء اتخاذ لجنة سكن المقاطعة الإدارية لباب الواد قرارا بشأن ترحيل حوالي 4 أو 5 عمارات آيلة للسقوط من بين 36 عمارة مهددة بالإنهيار، متجاهلين بذلك غضب باقي سكان العمارات الأخرى التي هددت باحتجاجات مع تفعيله وتصعيده -حسب ما جاء على لسان رئيس التنسيقية-، الذي تساءل عن ردة فعل المقاطعة الإدارية ولجنة السكن بصفة خاصة عن تهميش التنسيقية، وعدم إقحامها في ملف الترحيل الخاص بسكان البناءات الهشة، ذلك أن هذه التنسيقية على قدر من الدراية بأولويات العائلات في الترحيل والحالات الطارئة. كيف تعرِّفون تنسيقية المفوضين بالعمارات المهددة بالإنهيار، وماهي الظروف التي أسستم فيها هذه الهيئة المحلية؟ أسسنا هذه التنسيقية يوم 15 جانفي 2011، ويتواجد مقرها على مستوى جمعية SOS بباب الوادي، وعن ظروف تأسيس هذه الهيئة فقد كانت ومازالت تستوجب القيام بمثل هذه الخطوة، وذلك بعدما دق ناقوس الخطر سكان هذه البنايات البالغ عددها 36 بناية موزعة عبر العديد من أحياء بلدية باب الوادي، على غرار حي رابح بصاص، شارع الداي، 35 نهج العقيد لطفي، 6 شارع براهيم غرافة، وعبد القادر عبدون، ونهج السعيد تواتي وغيرها من أحياء البلدية التي تحتوي على البنايات الهشة، والتي صنفت في الدرجة الرابعة، وتقطنها زهاء 360 عائلة اتخذت من هذا الخطر ملجأ لها، في ظل انعدام سكن يأويها أو فرص حصولها على سكن لائق. ماذا حققتم من نتائج للنزلاء المعرضين للردم تحت الأنقاض في أي لحظة، وبالتالي يعدون ضمن المنكوبين إذا ما نجو من خطر وقوع هذه البنايات على رؤسهم؟ تمكنا من جمع مواطني باب الوادي القاطنين بهذه البنايات الآيلة للسقوط، وقمنا بدور التوعية مع ضبط خطوات للتفاهم مع الهيئات المحلية قصد التعجيل في أمر الترحيل، بعيدًا عن أعمال الشغب التي كان ينتهجها السكان، والذين اضطرتهم المخاطر المحفوفة بهم للتعبير عن رغبة التغيير، لكن التنسيقية نظمت هذه الصفوف وكانت بذلك أول خطوة سعي وراء إشعار هؤلاء النزلاء بضرورة البحث عن الحلول المؤقتة للتخفيف من حدة الخطر المتربص بهذه العائلات وذلك بتنظيمها، بحيث عملنا على تنصيب رؤساء لهذه البنايات ليكونوا ممثلين عن السكان على مر الزمن ويقوموا بدور رصد النقائص والمخاطر أين تودع على شكل طلبات بالتنسيقية، التي تأمر بمعاينة المهندسين المشكلين لهذه الهيئة وتنتهي الخطوة الأخيرة بجمع الأموال من طرف سكان البنايات الهشة، والقيام بعمليات ترميم للحد من الخطر أو التقليل منه، مثلما هو الأمر بالبناية 6 شارع براهيم غرافة، التي عمل سكانها على ترميم السلالم المنهارة بالبناية على حسابهم الخاص. إثر تأزم الظروف الجوية تعرض سكان هذه البنايات لأخطار عديدة، كيف تصرفتم في تلك الأثناء لإنقاذ الأرواح؟ الظروف الجوية تزيد من هشاشة هذه البنايات، وفي تلك الأوقات العصيبة لم يكن في وسع هذه العائلات إلا الخروج من هذه البنايات وقضائها ليالي بأكملها في الشارع هروبا من خطر الانهيار، هذا ما ولد استياء لدى لسكان وكانت تلك الظروف السبب الرئيسي للاحتجاجات التي كان ينظمها سكان البنايات الهشة. ما هي الجهات الوصية المساندة لكم، والتي وجدتم منها الدعم المعنوي أو غيره؟ لا ننكر تجاوب بعض الجهات الفاعلة، على غرار أمن دائرة باب الوادي الذي ساعدنا كثيرا، والذي أعجب بطريقة عملنا المثلى، والتي تعمل أساسا على تهدئة المواطنين المتضررين لاسيما خلال الإضطربات الجوية التي تأزم الوضع وتحفز السكان على الاحتجاج أما مقر الدائرة الإدارية لباب الوادي، والولاية وحتى وزارة السكن، وهنا يظهر دورنا كتنسيقية والذي يتمحور أساسا في تهدئة الأوضاع والحد من أعمال الشغب والاحتجاجات. لا يفوتنا الذكر أن أغلب البنايات الهشة تابعة لمؤسسة ديوان التسيير العقاري، هل لهذه المصلحة تدخل في حالة طلب النجدة منها؟ لا يفوتنا القول في هذا الصدد أن هذه المصلحة بالذات لم يجد السكان منها إلا الاحتيال، وانتهاز ظروفهم المزرية التي يقضونها بين جدران العمارات التي في أي وقت يخرجون من تحت أنقاضها أشلاء، وهنا تجدر الإشارة إلى أن مصلحة ديوان الترقية والتسيير العقاري لباب الوادي حددت فترة 5 جويلية 2011 لترحيل سكان البنايات الهشة. ومن جهة أخرى تجبرهم على دفع مستحقات الكراء بالرغم من ان القانون يعفي سكان البنايات الهشة المصنفة في الخانة الحمراء درجة 4 من دفع الكراء، إلا ما يخص دفع فواتير الغاز، الكهرباء والماء. وفي هذا السياق فإن السكان اضطروا لدفع مبالغ مالية تراوحت بين 2 و3 مليون سنتيم، كما لا يفوتني القول ان بعض السكان الذين يقطنون بهذه العمارات الآيلة للسقوط والتابعة للبلدية، قالوا أن البلدية لا تأخذ منهم الإيجار لأنهم يقطنون تحت أسقف وجدران قد تسقط في أي وقت. ومن جهة أخرى استفسر سكان البنايات التابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري، والمشيدة فوق إقليم البلدية سكوتها عن هذا الإجراء الذي يطبقه ديوان التسيير العقاري ضد السكان بالبنايات الهشة، وهو ما استنكره السكان حيال الصمت من الهيئة العليا بالبلدية. وماذا عن المقاطعة الإدارية لباب الوادي، خاصة وان هذه الهيئة قد استحسنت دور التنسيقية لاسيما في ذات البلدية التي تشهد احتجاجا كبيرا للمواطنين؟ لا ننكر أن الدائرة الإدارية تستقبلنا من حين إلى آخر لسماع انشغالات سكان الحي الهش، ولكن ما لم نفهمه هو ما انبثق عن 4 أو 5 بنايات هشة من بين 36 بناية، متجاهلين بذلك استدعاءنا ومشاورتنا في الأسماء التي سترحل، ومتجاهلين بذلك دورنا في تقديم أولويات الترحيل للحالات الإستعجالية، التي نعلم نحن كتنسيقية بوضعيتها الخطيرة، وهنا أتساءل هل يكمن دورنا إلا في تهدئة السكان الثائر ضد هذه الهيئات فقط؟ كما لا يفوتني الذكر ان الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية، ونظرا لخطورة الوضع استقبلنا منذ تأسيس التنسيقية 8 مرات بمكتبه، ولكن في هذا السياق لابد ان نضع النقاط على الحروف، فأمر ترحيل هذه العائلات من ال5 بنايات، -حسب ما جاء عن لجنة السكن- لن يكون سهلا ولن يمر مرور الكرام، لان السكان يهددون بحالات احتجاج تتفاقم حدتها، ولهذا أنا كرئيس تنسيقية لا أتحمل أية مسؤولية في حال غضب هذه العائلات التي طالبت بالترحيل الجماعي، وضد الترحيل الجزئي وأقول هذا الكلام من خلال ما سمعته شخصيا خلال استقبالنا للمتضررين من أزمة السكن. ماذا عن سكان هذه البنايات الهشة، أو بالأحرى كيف تتعامل مع التنسيقية ؟ لقد خففنا الضغط على المقاطعة الإدارية لباب الوادي وباقي الجهات، ليقع هذا الأخير على رؤوسنا ويعلم الله الضغط الذي نواجهه وأصابع اتهام بعض العائلات التي تتهمنا بالتواطؤ مع الجهات المعنية. التنسيقية آجلا أم عاجلا ستحل، ونقصد ترحيل سكان 36 عمارة آيلة للسقوط، وفي هذه الحالة سيتضح هل سيتم تغيير نشاطها أم حلها بصفة نهائية، خاصة وأن باب الوادي تعرف مشاكل عالقة تستوجب التكفل بها؟ ستحل هذه التنسيقية لان مهمتها الأساسية هي ترحيل السكان بسلام، كما سنقوم بتخصيص لجان أحياء تساير المرحلون الى جهات مختلفة لنسهر بعد ذلك على مكافحة الآفات الاجتماعية كالمخدرات ودعم النشاطات الرياضية، في الأوساط الشبانية وكذا نشر الوعي الثقافي. كيف ترون أمور التنمية بالبلدية، وهل وجدتم الدعم المعنوي أو المادي من هذه الهيئة؟ لاحظنا انعدام المشاريع التنموية وعدم استقبال مير باب الوادي للمواطنين، ولم يتول حل أي مشكل لا سيما بعد انهيار سطح بعمارة العقيد لطفي، لم نجد أية استجابة أو دعم، ناهيك عن الأضرار التي لحقت بباقي البنايات ال36، حيث قمنا بتسليم رسالة إلى الوالي المنتدب مضمونها ضرورة التحرك السريع لترحيل سكان البنايات الهشة وحسب ما جاء عن الوالي المنتدب أنه سلم هذه الرسالة للوالي ولكن منذ حوالي عام كامل لم نتلقى الرد بالرغم من طلب المقابلة الذي بعثه لوالي الجزائر العاصمة الذي لم تظهر أي مستجدات بشأنه. كلمة أخيرة تختمون بها هذا اللقاء؟ أتوجه بالشكر لكل الممثلين والأعضاء وكذا الناطق الرسمي، وأيضا أتوجه بالشكر الجزيل لرئيس أمن دائرة باب الوادي الذي ساهم بشكل فعال في الوقوف إلى جانب المواطنين المتضررين، وكتنسيقية ساعدنا في حل بعض المشاكل العالقة، كما نأمل مد يد المساعدة المتواصلة للتنسيقية بهدف إغاثة سكان البناءات الهشة.