قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه اتصل بزعماء المنطقة سعيا للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، وحذر من مخاطر توسيع إسرائيل عمليتها العسكرية إلى هجوم بري، في حين حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على وقف إطلاق نار فورا، في وقت غادر فيه مسؤول إسرائيلي رفيع القاهرة حيث بحث هناك تفاصيل هدنة مقترحة، وهي هدنة قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إنها لن تقبلها إلا بعد أن توقف إسرائيل عدوانها وتنهي سياسة الاغتيالات وترفع الحصار عن غزة. وقال أوباما للصحفيين على هامش جولته الآسيوية إنه سيتبين مدى التقدم الذي يمكن إحرازه بشأن تحقيق هدنة خلال اليومين القادمين. وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه أجرى اتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لبحث إمكانية التوصل لهدنة في غزة. وحمل أوباما في منطق معكوس ويظهر الانحياز الأمريكي الفاضح للصهاينة الفصائل الفلسطينية مسؤولية بدء القتال من خلال إطلاقها الصواريخ على إسرائيل، وقال إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وتوقع عدم وصول صواريخ إليها. وشاطر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس الأميركي قلقه من المخاطر المحتملة في حال صعدت إسرائيل عمليتها العسكرية إلى هجوم بري، مؤكدا أن من الصعب على المجتمع الدولي أن يتعاطف أو يدعم هذا الهجوم بسبب احتمال وقوع المزيد من القتلى من الطرفين المتحاربين. وحمل هيغ أيضا حماس المسؤولية الكبيرة لبدء القتال في غزة. يأتي ذلك في وقت دعا فيه الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف المعنية إلى التعاون مع كل الجهود التي تقودها مصر للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار، وقال في بيان صادر عن مكتبه إنه سيتوجه إلى المنطقة سعيا لتحقيق هذا الهدف، دون تحديد موعد لوصوله، لكن رويترز ذكرت أنه سيصل إلى إسرائيل اليوم. وفي باريس أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس فرنسوا هولاند أجرى أمس محادثة هاتفية جديدة مع الرئيس المصري وأبلغه بتحرك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في المنطقة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار فوري بين حماس وإسرائيل، وأكد له دعم فرنسا الجهود المصرية بهذا الشأن. وأعلن فابيوس -بتصريح في تل أبيب في ختام زيارة استغرقت يوما واحدا لإسرائيل والأراضي الفلسطينية- أن «الحرب ليست خيارا» وأن هناك حاجة «ملحة للتدخل» من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في غزة. من جهته قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان -عقب لقائه نظيره الفرنسي- إنّ إسرائيل ستتعامل مع مختلف أفكار التهدئة. وعقب اللقاء قال فابيوس في مؤتمر صحفي مشترك مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في رام الله «إن الوضع الآن ملح ولا بد من التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فغزة وإسرائيل لا يمكن أن تتحملا هذا الوضع، وهذه الأعمال تزداد يوما بعد يوم». وأشار فابيوس إلى أن «الجهد الفرنسي الآن منصب على كيفية وقف إطلاق النار، وتحدثنا عن ذلك مطولا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير خارجيته إضافة إلى الرئيس الإسرائيلي». من جانبه قال عريقات إن الرئيس عباس «أنهى اجتماعا هاما مع فابيوس تمحور حول كيفية وقف التصعيد الخطير الحاصل في قطاع غزة». وأشار عريقات إلى أن فابيوس «أوضح للرئيس عباس، أنه أبلغ نتنياهو أن زيارته للمنطقة ليست لمعرفة من بدأ، ولكن المهم هو كيف نوقف العمليات ونزيف الدماء، ونصل إلى وقف إطلاق نار وتهدئة متبادلة وشاملة». وقال: «إن ما طرحه الوزير الفرنسي، يتوافق مع ما نقوم به وتقوم به مصر، ونحن الآن نسعى لإطفاء الحرائق ووقف العدوان على غزة». وأشار إلى أن عباس أبلغ فابيوس «أن العدوان الإسرائيلي على غزة، جعله أكثر تصميما على طرح مشروع القرار الفلسطيني في الأممالمتحدة يوم 29 من الشهر الجاري» في إشارة إلى عزم الفلسطينيين على طلب إعطاء فلسطين صفة دولة غير عضو في الأممالمتحدة. وفي رام الله أيضا دعا عباس لعقد قمة عربية عاجلة في أسرع وقت لتدرك إسرائيل عواقب الاستمرار في العدوان على قطاع غزة. كما دعا عباس إلى اجتماع عاجل للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكافة الفصائل بما فيها حركة حماس لبحث خطوات الرد على العدوان الإسرائيلي ووقفه.