تعرف شوارع العاصمة انتعاشا في الفترة الليلية مقارنة بما كانت عليه في السنوات الماضية حيث أصحبت العائلات تخرج في الفترة الليلية لتتوجه نحو محلات بيع المثلجات و«الفاست فود»، فيما تبقى نقطة استفهام بالنسبة لأحياء وشوارع عكفت في الفترة الصباحية على استقبال آلاف من العائلات والأفراد لكنها سرعان ما يختفي بريقها مع الساعات الأولى بعد أذان صلاة المغرب. وفي هذا السياق أكد رئيس بلدية الجزائر الوسطى بأن مشروع استيقاظ العاصمة يأتي تدريجيا وأن النقل سيبدأ عمله بداية الأسبوع المقبل فيما ستصبح جل المحلات مفتوحة نهاية شهر سبتمبر. محلات «الفاست فود» وبيع المثلجات فقط بالرغم من حلول فصل الصيف المعروف بالحركة والسهر إلا أن أزقة العاصمة تشهد سكونا رهيبا ابتداءً من الساعة التاسعة ليلا فأغلب المحلات مغلقة ماعدا محلات الفاست فود ومحلات بيع المثلجات التي تتأخر في الإغلاق وذلك لأن العديد من الأشخاص يترددون عليها، منهم من يخرج من المنزل دون تناول عشاء فيقصدها لسد جوعه إلا أنها هي الأخرى لا تتعدى العاشرة ليلا، وعند اقترابنا من بعض محلات «الفاست فود» أدلى صاحب أحد المحلات بأنهم يتأخرون في الإغلاق لأن العديد من الشباب يقصدونها في وقت متأخر من الليل ناهيك عن بعض العائلات التي تقصدها لكسر الروتين اليومي، وأضاف ذات المتحدث بأنه في حدود الساعة العاشرة أغلب محلات «الفاست فود» تكون مغلقة لا تجد غير محلات بيع المثلجات مفتوحة لفترة طويلة. في حين أشار أحد بائعي المثلجات إلى أن أغلب المحلات تغلق في حدود الساعة الثامنة والنصف ليلا ولكن محلات المثلجات تبقى إلى غاية منتصف الليل وهذا لأنه هنالك العديد من العائلات أو أبناء الحي يمرون لشراء المثلجات، وأضاف البائع أنه بالنسبة للأشخاص الذين يتجولون مع عائلاتهم ليلا ويقصدون محلات أكل المثلجات فيحدث هذا قليلا جدا، مشيرا بان المحلات الأخرى مثل محلات بيع الملابس وغيرها تغلق في حدود الثامنة ليلا وذلك لقلة الزبائن، فلا يرون داعيا لغلق محلاتهم مفتوحة لساعت متاخرة ليلا. العاصمة ليلا للمتشردين والمجانين والسكّيرين من المؤكد أن العديد من العائلات تخاف التجوال ليلا في أزقة وشوارع العاصمة لاكتظاظها بالمتشردين والمجانين والسكرانين فتجد العديد من الشباب القاطنين بالأحياء المجاورة رفقة أصحابهم إلا أن الشوارع العاصمة خالية تقريبا من العائلات، فهناك العديد من الأشخاص يخافون على عائلاتهم فلا يتجولون مع زوجاتهم وأولادهم والسبب هو امتلاء شوارعها بالسكّيرين والمجانين والمتشردين الذين نجدهم مصطفّين في أرصفتها، نساء بأطفالهن ينامون بالقرب من مراكز الشرطة حتى لا يصيبهم أذى من المتشردين الأخرين. حركة الشرطة تشعرك بالأمان الشيء الوحيد الذي يشعرك ببعض الاطمئنان هو حركة عناصر الشرطة في أغلب شوارع العاصمة فبين الحين والآخر تمر سيارة الشرطة بين أزقة العاصمة لمراقبة الوضع وذلك لساعات متأخرة من الليل، وهناك بعض أعوان الشرطة يخرجون مشيا على الأقدام لتفقد الأوضاع وضمان راحة المواطنين وهذا ما أدى إلى قلة الاعتداءات خصوصا في الفترة الليلية. بعض الأحياء تنتعش وتغير من ملامح العاصمة وخلال الجولة الاستطلاعية التي قادت «السياسي» إلى العديد من الأحياء في الجزائر العاصمة وبالتحديد في شارع حسبية بن بوعلي وديدوش مراد وباب الواد وجدنا العديد من العائلات من فضلت الخروج ليلا من أجل استطلاع الأجواء، واكتشاف الوجه الجديد للعاصمة وذلك منذ الإعلان عن إطلاق المشروع. خصوصا وأنه قد شمل المحلات التجارية أيضا. وفي هذا السياق، أوضحت إحدى السيدات أن العاصميين لم يألفوا مثل هذه الأجواء ليلا إلا في شهر رمضان وعند اقتراب عيد الفطر المبارك، إذ تفتح المحلات التجارية، لكن الوضع قد اختلف اليوم، وأصبح بوسع العائلات الخروج ليلا طيلة موسم الصيف، وليس في الشهر الفضيل فقط، فيما قال آخر إن هذه الفضاءات تمكن العائلات من اصطحاب أطفالها والتجول ليلا، خصوصا ما إذا كان الأبوان يعملان، فالليل فرصة لتعويض الأطفال. أما الشباب، وخاصة عشاق التكنولوجيا الحديثة، فكان لهم نصيب من خلال تزويد هذه الفضاءات بخاصية «الويفي» ما يسمح لهم بالإبحار في عالم الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من خلال حواسيبهم المحمولة أو الهواتف النقالة دون البقاء بالمنزل من أجل هذا، كما أنها وسيلة من أجل استقطاب عدد كبير من المواطنين لتلك الفضاءات ليلا فأصبح منظر العديد من العائلات أمام شاطى البحر أو محلات الأكل لوحة فنية تتزين بها العاصمة. النقل يبقى نقطة سوداء .. وخلال هذه الجولة الاستطلاعية لفت انتباهنا النقص الواضح الذي يشتكي منه الأشخاص في النقل إذ يبقى الميترو والترامواي الذان يعملان إلى غاية 23:00 ليلا ما لا يمكّن العديد من العائلات إلى البقاء طويلا في الخارج فيظل أيضا نقص سيارات الأجرة والتي تزداد تكاليفها في الفترة الليلية، حيث أن العديد مّمن التقت بهم «السياسي» في الشوارع أكدوا بأن النقل لا يسمح لهم بحرية التنقل من مكان إلى آخر لأن الميترو والترامواي محددان في اتجاهات معينة فيما تتوقف حافلات النقل الخاص على الساعة السادسة مساء والنقل الحضري في 20:00 ما يعيق فيما تبقى بعض الاتجاهات تعمل إلى غاية 23:00 ليلا، وأوضحت «ج،م» سيدة بأن النقل يبقى النقطة السوداء في ظل هذا المشروع الذي أطلقته الجزائر العاصمة من أجل تعميم الحركة في الفترة الليلة والتي تبقى متوقفة على أماكن معينة دون أخرى خاصة في فصل الصيف لهذا وعبر «السياسي» طلبت هذه السيدة وكل التقينا به خلال هذه الجولة الاستطلاعية التي قادتنا إلى شوارع العاصمة من السلطات، توفير النقل لتمكيننا من التنقل من مكان إلى آخر دون القلق والخروج في الليل لأن هذه الفترة المناسبة في ظل الحرارة العالية التي تكون في الصبيحة وفي ظل الأشغال المنزلية، فأصبح التنقل ليلا حكرا إلا على العائلات التي تملك سيارة فقط. التجار: «نغلق محلاتنا بعد انتهاء حركة العائلات» وأكد لنا العديد من التجار الذين التقيناهم بالقبة بأن العديد من الظروف التي لم تسنح لنا لعدم فتح المحلات إلى غاية ساعات متأخرة من الليل وهذا لأن الحركة تقل كثيرا والمجتمع الجزائري لايزال تنقصه ثقافة الخروج ليلا وقضاء حاجياته إلا في شهر رمضان بالإضافة إلى عدم تواجد النقل الذي يؤرق العائلات وعندما يغيب الزبون فما الجدوى من فتح المحل في الفترة الليلة وجلب عامل جديد وراتب إضافي وهذا ما يجعلنا نغلق المحلات في فترة باكرة وهي بعد إنتهاء الحركة»، وأكد «عماد، ب» «تاجر» بأننا نحن من نريد العمل ليلا لكن لا يوجد حركة كبيرة مثلما تكون في النهار وهذا ما يجعلنا نغلق محلاتنا وفور انتهاء الحركة التي تنتهي في حدود منتصف الليل إلا شهر رمضان الاستثناء التي يبقي محلاتنا مفتوحة لساعات متأخرة من الليل لأننا نفتح محلاتنا من أجل الزبون. بطاش: «نهاية سبتمبر ستصبح العاصمة قطبا لا ينام» وأوضح عبد الكريم بطاش رئيس بلدية الجزائر الوسطى في اتصال ل«السياسي» بأن هناك توزيع نسخ للبرنامج المفصل للنشاطات على مستوى المقاهي والمطاعم والفنادق والمؤسسات العمومية وجمعيات الأحياء. وأن إعادة فتح قاعات السينما ليلا سيندرج في منظور قرار السلطات العمومية الرامي إلى إعطاء وجه جديد للعاصمة موضحا بأن قصية فتح كل المحلات هي قضية وقت فقط لأن إستراتيجية العمل على المدى البعيد. وأكد بطاش بأن خلال مدة قصيرة ستتحول وبعد نهاية شهر سبتمبر 2013 العاصمة إلى قطب لا ينام وهذا تدريجيا لأن العاصمة في مدة الأخيرة لم تألف فتح محلات ليلا أما بخصوص مشكل النقل فإن هناك أوامر من وزير النقل ووالي ولاية الجزائر بعمل الحافلات إلى غاية ساعات متأخرة من اليل لتسهيل تطبيق عملية فتح المحلات ليلا وبإمكان المواطنين من التنقل بكل أريحية، مضيفا بأن كل المقاهي والمحلات ستبقى مفتوحة في الفترة الليلية.