قالت السلطات السعودية إن شخصين قتلا وأصيب 68 آخرون في أعمال شغب بدأت في أحد أحياء الرياض، منذ عصر السبت وتواصل التصدي لها حتى الساعات الأولى من صباح الأحد. وبينما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن الناطق الإعلامي بشرطة منطقة الرياض (لم تذكر اسمه)، فجر الأحد، إن أعمال الشغب هذه نفذها عدد من مجهولي الهوية في حي منفوحة (جنوبي الرياض)، دون أن يوضح سببها. قالت وسائل إعلام سعودية وعربية، إن منفذيها مجموعة من العمالة الإثيوبية الغاضبة من بدء حملات أمنية لترحيل المخالفين لشروط الإقامة، ومقتل أحدهم خلال هذه الحملات. وأوضح الناطق أنه عند الساعة الثالثة من عصر السبت، قام عدد من مجهولي الهوية بالتحصن في شوارع ضيقة بحي منفوحة وإثارة أعمال شغب وقذف المواطنين والمقيمين (أجانب يحملون أوراق إقامة سليمة) بالحجارة وتهديدهم بالسلاح الأبيض؛ ما نتج عنه إصابة عدد منهم وتضرر عدد كبير من المحلات التجارية والسيارات. وأضاف أن قوات الأمن باشرت مهامها، وتمكنت من السيطرة على الوضع، وعزل مثيري الشغب عن المواطنين والمقيمين، والقبض على 561 شخص من المحرضين على أعمال الشغب ومجهولي الهوية. ولفت إلى أنه نتج عن هذه الأحداث مقتل شخصين أحدهما سعودي والآخر مجهول الهوية، وإصابة 68 شخصاً بينهم 28 سعودياً (لم يوضح ما إذا كانوا مدنيين أو من عناصر الشرطة) و40 مقيماً، حيث غادر 50 منهم المستشفى بعد تلقيهم العلاج اللازم. وذكر أن 104 سيارة تعرضت لأضرار مختلفة أثناء الأحداث ذاتها، لافتا إلى أن الجهات الأمنية المختصة باشرت إجراءات الضبط الجنائي والتحقيق في الحادث. وحول هذه الأحداث، قالت صحيفة (الوطن) المملوكة لأحد أمراء العائلة الحاكمة، أن عددا كبيرا من العمالة الإثيوبية تجمعوا، أول أمس، في حي منفوحة، احتجاجاً على حملات التفتيش بعد انتهاء المهلة التي منحتها السلطات لتصحيح أوضاع إقامتهم الأحد الماضي. ولفتت إلى أن أعداد من هذه العمالة افتعلت أعمال شغب، حيث قامت باستخدام «السكاكين» وإلقاء الحجارة على رجال الأمن، وتكسير عدد من سيارات أهالي الحي. وأظهرت لقطات متلفزة بثتها فضائية «سكاي نيوز عربية»، ومقرها العاصمة الإماراتية أبو ظبي، استمرار مطاردة مفتعلي أعمال الشغب حتى فجر أمس. وذكرت القناة أن قوات كبيرة من الأمن السعودي تواصل حتى صباح الأحد إغلاقها لجميع مداخل ومخارج حي منفوحة. ولفتت إلى أن أعمال الشغب قد تكون مدبرة من قبل الجالية الإثيوبية بعد مقتل أحدهم، الأربعاء الماضي، خلال حملة أمنية نفذتها الشرطة السعودية في الحي ذاته؛ للبحث عن العمالة المخالفة. وبينت الشرطة في حينها أن سبب إطلاق قوات الأمن النار على الوافد الإثيوبي ووفاته بحي منفوحة، هو قيام الأخير بالاعتداء على أحد رجال الأمن ومحاولته الاستيلاء على سلاحه الرسمي. وكانت دوريات أمنية سعودية بدأت منذ الإثنين الماضي، مسح جميع مناطق المملكة؛ بحثاً عن العمالة الأجنبية المخالفة مع انتهاء المهلة الزمنية لتصحيح أوضاعها.