* «الأميونت» يهدّد صحة قاطني الشاليهات * أشغال الملعب البلدي متوقفة منذ التسعينات هدّد مواطنو بلدية بئرخادم غرب العاصمة بالإحتجاج والخروج إلى الشارع في حال حرمانهم من الإستفادة من الحصة السكنية التساهمية الإجتماعية التي منحت للبلدية عام 2011، والتي تمّ تحويلها إلى سكن ترقوي عمومي. خلال جولة ميدانية قادت «السياسي» إلى بلدية بئرخادم، وقفنا على العديد من المشاكل التي تعاني منها هذه الأخيرة والتي تتعلق بالدرجة الأولى بقطاع السكن، إلى جانب غياب التهيئة ببعض أحياء وشوارع المدينة، فضلا عن مشكل الملعب البلدي الذي يشهد توقفا للأشغال منذ سنوات بسبب عدم تكفل السلطات العليا بترحيل سكان الشاليهات الذين يشغلون أرضية الملعب، إضافة إلى نقائص أخرى لا تعد ولا تحصى، كانت كافية لتؤرق حياة المواطنين. * قرابة 1500 عائلة تحلم بالترحيل تعيش حوالي 1500 عائلة موزّعة عبر 10 مواقع قصديرية ببلدية بئرخادم، وضعية جد مزرية نتيجة التدهور المتقدم للسكنات الفوضوية التي يشغلونها منذ سنوات طويلة، دون أن يعرف الوضع أي تدخل من طرف الجهات والسلطات العليا لحلّ مشكل السكن الذي يعانيه قاطنو البيوت القصديرية والهشة رغم العديد من الشكاوي والمراسلات المرفوعة من طرف المواطنين المعنيين. وتتمثل هذه المواقع القصديرية أساسا في أربع أحياء كبرى منها حي «جيرو» الذي يضم حوالي 350 عائلة وحي «مونو» أو ما يعرف بحي السلام الذي يضم حوالي 250 عائلة، بالإضافة إلى حي سيدي امبارك الذي تقطن به قرابة ال200 عائلة وكذا طريق سحاولة 400 عائلة. وإلى جانب هذه المواقع الأربعة، تتوزع بعض العائلات أيضا بأحياء تضم أعدادا معتبرة ليصل العدد الإجمالي لكل الأحياء القصديرية عبر بلدية بئر خادم 10 مواقع. تعاني كل العائلات القاطنة بهذه البيوت القصديرية والهشة من وضعية أقل ما يقال عنها مأساوية، حيث تغيب عنهم كل ضروريات الحياة بداية من الماء الصالح للشرب وصولا إلى الكهرباء والغاز، إلى جانب العيش في وسط بيئي غير صحي يهدّد حياتهم وصحتهم خاصة الأطفال، فضلا عن الحالة الكارثية التي تتواجد عليها السكنات والتي باتت تهدد حياة قاطنها بالسقوط في أية لحظة والموت ردما تحت الأنقاض. الوضع المأساوي، أجبر السكان على مناشدة السلطات العليا التدخل من أجل وضع حدّ لمعاناتهم التي لا تنتهي من خلال ترحيلهم إلى سكنات لائقة تضمن لهم العيش الكريم، خاصة في ظل عمليات الترحيل التي ستشهدها العاصمة في الأشهر القليلة المقبلة، ما جعلهم يأملون في الإستفادة من سكنات ضمن هذه العملية. * مواطنون يهدّدون بالإحتجاج في حال حرمانهم من 300 سكن مشكل آخر يشهده سكان بلدية بئرخادم نتيجة للبيروقراطية المنتهجة من طرف بعض المسؤولين، حيث أفادت مصادر مطلعة من داخل بلدية بئرخادم ل«السياسي» أن السلطات الولائية منحت البلدية سنة 2011 حصة سكنية قوامها 300 سكن تساهمي اجتماعي والمتواجدة بحي «سيتو» بتقصراين، ما جعل المواطنين يتفاءلون ويقومون بإيداع ملفاتهم أملا في الحصول على سكنات ضمنها، إلا أن مديرية السكن قامت على الفور حسب ذات المصادر بتحويلها من صيغة سكن تساهمي اجتماعي إلى ترقوي عمومي وهو ما حرمهم من الإستفادة بما أنهم من ذوي الدخل المتوسط، الوضع الذي أدى إلى غضبهم الشديد وتهديدهم باللجوء إلى العنف وقطع الطريق في حال عدم تسوية المشكل وتمكينهم من الإستفادة من السكنات بهذه الحصة. * سكان الشاليهات في خطر وقفت «السياسي» على الوضعية المزرية التي يعيشها سكان الشاليهات على مستوى حي البرتقال، وما يهددهم من خطر الإصابة بأمراض خبيثة بما فيها مرض السرطان بسبب مادة «الأميونت» التي تحتوي عليها هذه الأخيرة، حيث تقطن منذ السبعينات حوالي 58 عائلة داخل شاليهات تفتقد لأدنى الضروريات، وبالرغم من وعود السلطات المعنية ترحيل العائلات خاصة وأنهم يشغلون أرضية مشروع الملعب البلدي الذي توقفت الأشغال به منذ سنوات، إلا أن هذه الوعود بقيت شفوية لم تجسد على أرض الواقع إلى يومنا هذا. * طرقات متدهورة واختناق مروري حاد من خلال جولتنا الميدانية ببلدية بئرخادم، لفت انتباهنا التدهور الكبير لبعض طرقات الأحياء وشوارع المدينة التي لم تخلو من الحفر والمطبات، فضلا عن برك المياه والأوحال نتيجة تساقط الأمطار والتي تسببت في عرقلة حركة السير بالنسبة للراجلين والمركبات على حد سواء، خاصة عند مدخل المدينة المحاذي للطريق السريع وبالقرب من محطة النقل، بالإضافة إلى وسط المدينة وبعض الأروقة التي تغيب عنها التهيئة. هذا الوضع أدى إلى تذمر المواطنين وكذا سائقي المركبات الذين عبّروا عن مدى استيائهم من الحالة التي تتواجد عليها الطرقات نتيجة غياب التهيئة على مستواها، وهو الأمر الذي بات يعرقل تحركاتهم حيث أصبح المواطنون يحرصون في كل خطوة يخطونها خوفا من السقوط والإنزلاق. ومن جهة أخرى، أبدى المواطنون على رأسهم سائقي السيارات استيائهم من الإختناق والاكتظاظ المروري الذي تشهده شوارع المدينة خاصة عند المدخل المحاذي للطريق السريع والمؤدي إلى محطة النقل ووسط البلدية، حيث أفاد البعض ممن تحدثت إليهم «السياسي» أن السبب وراء هذا الاكتظاظ هو ضيق الطرقات، فضلا عن وجود مدخل وطريق واحد لمرور المركبات إلى داخل البلدية وهو نفس الطريق الذي تسلكه حافلات النقل بالمحطة ما يؤدي إلى إلتقائهم في نقطة واحدة وعدم تمكن أي أحد من المرور ما ينتج عنه ازدحام وفوضى كبيرين. * 22 ابتدائية تعاني الإكتظاظ يعاني قطاع التربية ببلدية بئرخادم اكتظاظا على مستوى المؤسسات التربوية، حيث تضم المدينة على مستوى كامل إقليمها 22 مدرسة ابتدائية، تشهد كلها اكتظاظا وضغطا كبيرين، حيث وصل عدد التلاميذ داخل القسم الواحد 41 تلميذا، وبالرغم من وجود ابتدائيتين جديدتين واحدة بحي «عبد الكريم طاطا» وأخرى بحي «شاربوني»، إلا أنه لم يتم تسليمهما وفتح أبوابهما من أجل تخفيف الضغط على المدارس الأخرى بالرغم من استكمال كافة أشغال الإنجاز بهما. كما تشهد البلدية من ناحية أخرى اكتظاظا بالمتوسطة والثانوية المتواجدة على مستواها، الوضع الذي سبّب نوعا من الفوضى وعدم الإستقرار، إضافة إلى أنه صعّب من مهمة الأساتذة في توصيل المعلومة نظرا لكثرة عدد التلاميذ داخل القسم من جهة، وصعّب من استيعاب التلاميذ بدورهم للدروس من جهة أخرى، الوضع الذي جعل أولياء الأمور متخوفين من عدم حصول أبنائهم على نتائج مرضية بسبب الإكتظاظ الذي يزاولون فيه دراستهم، وهو ما دفعهم لمطالبة الجهات المعنية بالعمل على إدراج مشاريع تربوية بالبلدية من شأنها أن تخفف من الضغط الحاصل بالمؤسسات التربوية. * تأخر أشغال الملعب البلدي أثار مشكل تأخر إنجاز الملعب البلدي إستياء العديد من سكان المنطقة، خاصة وأن أشغال الأخير انطلقت منذ أواخر التسعينات ولم تستكمل إلى يومنا هذا. وأفاد بعض سكان المنطقة على رأسهم الشباب أنهم كانوا يأملون استكمال أشغال الملعب البلدي التي انطلقت منذ سنوات طويلة إلا أنها لم تنتهِ بعد، الوضع الذي اضطرهم للتوجه إلى المناطق والبلديات المجاورة من أجل مزاولة نشاطاتهم الرياضية، خاصة بالنسبة للشباب الذي يعاني من شبح البطالة، والذي هم بحاجة إلى ما يفرغون فيه شحناتهم وطاقاتهم. كما ذكر أحد المواطنين بذات البلدية أن الملعب تشغله العديد من العائلات القاطنة بالشالهيات منذ عدة سنوات، دون أن تلتفت إليها السلطات المعنية وتعمل على التكفل بانْشغالاتها المتعلقة بترحيلهم إلى سكنات لائقة. * تراجع بقطاع الصحة والخدمات تعاني بلدية بئرخادم أيضا من مشكل تراجع وتدهور الخدمات الصحية على مستوى كامل المراكز المتواجدة بإقليمها، حيث تضم هذه الأخيرة أربعة مراكز صحية إلا أنها لا تقدم خدمات في المستوى، ما جعل المواطنين يودعون العديد من الشكاوي على مستوى البلدية ومطالبتها بالتدخل من أجل إيجاد حل لمعاناتهم التي لا تنتهي. وقد أفاد البعض من قاطني المنطقة أن جل المراكز الصحية المتواجدة تشهد نقصا في الأدوية والمستلزمات الطبية إلى جانب نقص في الأطباء، كما أنها لا تعمل سوى لساعتين أو ثلاث في اليوم، حيث أكد ذات المتحدثين أن الأطباء يعملون فقط من الساعة 9 إلى غاية الساعة 11 صباحا، وهو ما ذهب إليه أحد المواطنين القاطنين بحي تقصراين التابع لذات البلدية، الذي أفاد أن المركز الصحي المتواجد بمنطقته لا يعمل به سوى طبيبة واحدة فقط، حيث يتمّ فتحه من الساعة 9 صباحا إلى غاية 11 ومن ثم يغلق أبوابه في وجه المرضى، كما أنه لا يستقبل أكثر من 20 مريضا ولا يتوفر على ممرضة من شأنها أن تقدم الإسعافات الأولية أو الحقن وغيرها من الأمور البسيطة. ومن بين الشهادات التي تدل على الحالة المخزية لقطاع الصحة ببلدية بئرخادم، أن أحد المواطنين أصيب بحروق على مستوى يده ما ألزمه التوجه إلى أحد المراكز الصحية بذات البلدية ليقابله الممرض بالرفض ودعوته للعودة في اليوم الموالي بحجة أن الساعة تعدت 11 صباحا وتمّ غلق المستوصف