أحيا الجوق السيمفوني الوطني بقيادة الموسيقار السوري، ميساك باغدوداريان، حفلا موسيقيا بالمسرح الوطني «محي الدين باشطارزي» في جو امتزجت فيه الموسيقى الكلاسيكية مع الأنغام الشرقية. وبخصوص برنامج السهرة، فقد تمتع الجمهور بالاستماع إلى مختارات موسيقية أشرفت على تأليفها أسماء لامعة في مجال الموسيقى الكلاسيكية مع الأخذ بعين الاعتبار الربط بين الأسلوب الشعري الغنائي للكلمات بجمالية اللحن. ومن بين هذه القطع الموسيقية التي أدها الجوق السيمفوني الوطني بكل وفاء تلك التي ألفها جيوسيبي فيردي و جياكومو بوتشيني و الأخوة رحباني ورشيد صاولي وغيرهم، فقد أبهرت مؤدية الأغاني الكلاسيكية الشهيرة، تالار ديكرمانجان، رفقة، فابيو أندريوتي، من خلال أداء مقطع "لا ترافياتا دي فيردي". وفي أغنية "أعطيني الناي أغني" للمطربة فيروز، فقد أبدعت تالار ديكرمانجان بأدائها لهذه الأغنية بعد أن أطربت الحضور بأغنية "مادام بيترفاي"، "بوتشيني" و"بنات كاديكس" للمؤلف ديليبيس. كما استمتع الجمهور بأنغام الموسيقى الجزائرية التي ارتقت إلى مصف العالمية من خلال أغنية "مرحبة بأولاد سيدي" التي أدخل عليها رشيد صاولي تعديلات متبوعة ب"عاشق ممحون" بإيقاع "زندالي". وللإشارة، فإن الموسيقار ميساك باغدوداريان، الذي ولد سنة 1973 بدمشق، درس العزف على آلة البيانو والجوق الموسيقي قبل حصوله على شهادة المدارس الكبرى للموسيقى في سوريا و فلورانس بإيطاليا، حيث اختص في قيادة الجوق مما جعله يعين على رأس الجوق الموسيقي أمادويس لفلورانس. و بعد تعيينه في سنة 2003، سنة عودته إلى سوريا، على رأس الجوق السيمفوني السوري، نشط باغدوداريان الكثير من الحفلات بعدة مدن عربية. وبالجزائر، شارك الموسيقار في المهرجان الثقافي الدولي ال5 للموسيقى السيمفونية الذي نظم من 12 إلى 19 سبتمبر 2013 مع فرقة الآلات النافخة للجوق السيمفوني الوطني لسوريا. ويذكر أن الجوق السيمفوني الوطني الذي تأسس سنة 1992 قد تم إعادة بعثه في سنة 1997 تحت إشراف الموسيقار، عبد الوهاب سليم، الذي توفي يوم 26 نوفمبر .1999