يتواصل القتال بلا هوادة في جنوب السودان، بينما يتأهب الجانبان لبدء محادثات سلام بينهما في إثيوبيا، وقال متحدث باسم جيش جنوب السودان أن الاشتباكات مستمرة في مدينة بور، وفي أجزاء من ولاية الوحدة، وقد أرسلت الحكومة والمتمردون كلاهما فرقا للتفاوض إلى العاصمة الإثيوبية، وحتى الآن مازال المتمردون يرفضون إنهاء العمليات العسكرية قبل بدء المحادثات، وتقول وكالات الإغاثة إن جنوب السودان بحاجة ملحة إلى إمدادات لمساعدة آلاف السكان الذين أجبروا على الفرار من منازلهم، وقد تدهورت الأحوال في معسكر أويريال للاجئين على ضفاف النيل، الذي أصبح الآن مأوى لنحو 75000 شخص فروا من القتال في عاصمة ولاية جونغلي بور القريبة، التي استولى عليها المتمردون، وقال ديفيد ناش من هيئة إم إس إف الطبية لا توجد مياه صالحة للشرب، وخمسة آبار لا تكفي . سكان الجنوب يشربون من مياه النيل الطينية الناس يشربون المياه من نهر النيل مباشرة، وهي مياه طينية، وليست جيدة، وليس هناك مراحيض، ولذلك يتبرز الناس في الخلاء، وتلك ظروف مناسبة جدا لانتشار الكوليرا. ووصف روبين اكورديت نجونج، أسقف بلدة بور الذي فر من القتال السبت، في العاصمة جوبا، البلدة بأنها منطقة حرب وقال أن الجثث تنتشر في كل مكان ، وقال اكورديت ل بي بي سي عندما تكون في بلدة بور، تتحرك سادّاً أنفك من الرائحة الكريهة، وأكد الكولونيل فيليب أغوار من الجيش الشعبي لتحرير السودان أن بلدة بور في أيدي المتمردين، وتبدلت السيطرة على بور، التي تقع على بعد 200 كيلومتر شمالي جوبا، بين المتمردين والحكومة ثلاث مرات في الأسبوعين الماضيين، وقال الكولونيل أن الجيش الشعبي لتحرير السودان انسحب بصورة تكتيكية، ولكن القتال مازال مستمرا بالقرب من بور، وهي مسألة وقت قبل أن يعيد الجيش الشعبي لتحرير السودان الاستقرار إلى المنطقة، وأضاف الكولونيل أن القتال مستمر في منطقة مايوم في ولاية الوحدة وحول حقول النفط في الشمال، وأعلن الرئيس سيلفا كير حالة الطوارئ يوم الأربعاء في ولايتي الوحدة وجونغلي، وقتل ألف شخص على الأقل وفر 180 ألفا على الأقل من ديارهم منذ بدء القتال الشهر الماضي بين مؤيدي الرئيس كير ومؤيدي نائبه المقال رياك مشار، ولكن ما بدأ كصراع على السلطة بين الرجلين تحول إلى صراع عرقي بين قبيلتي الدنكا التي ينتمي لها كير وقبيلة النوير التي ينتمي لها مشار. أديس أبابا.. محادثات في عنق الزجاجة ويتساءل المراقبون والمتتبعون، عن مدى نجاح المحادثات بين الأطراف المتنازعة في أديس بابا بإثيوبيا في ظل هذا التشنج الكبير والواضح بين الجانبين، ورأى العديد من المتتبعين أن جنوب السودان في هذه المحادثات يعيش في عنق الزجاجة، مؤكدين أنه الوضع جد خطير النقاشات ستكون معقدة على حد قولهم، ومن المزمع أن تبدأ المحادثات بين الجانبين في أديس أبابا في يوم الثلاثاء المقبل، ويقول مراقبون أن من المرجح أن تكون النقاشات معقدة، حيث سيتفق الجانبان على آلية لمراقبو وقف إطلاق النار، واستبعد كير أي إجراء لتقاسم السلطة مع مشار في المدى البعيد، وجنوب السودان أحدث دولة في العالم، حيث اسست عام2011 إثر استقلالها عن السودان بعد عقود من الصراع