عرفت الثروة الحيوانية بولاية أم البواقي، في غضون الأعوام الثلاثة الأخيرة، نموا متزايدا في عدد الرؤوس وذلك جراء الاهتمام المتزايد بتطوير القدرات الإنتاجية الحيوانية والنباتية، حسب مدير المصالح الفلاحية. وفي هذا الإطار، أرجع إبراهيم قريدي هذا النمو الى عودة المواطنين، الذين ودعوا الأرياف في فترات ماضية لأسباب عدة، إلى الريف على اعتبار أن مصدر الثراء والثروة لايزال هو الفلاحة في ولاية لها من المؤهلات ما يجعلها سلة غذاء حقيقة بالشرق الجزائري. هذا الى جانب وفرة الأراضي الفلاحية وانبساطها والمياه واليد العاملة وكذا سياسة دعم الدولة للإنتاج الحيواني وتجديد عالم الريف من خلال شق المسالك الفلاحية وفك العزلة وتوسيع شبكة الإنارة وتطوير بنية المرافق التعليمية والصحية وإمداد العائلات المحدودة الدخل. وقد سمحت هذه العوامل بشكل واضح حيث ارتفع عدد رؤوس الأبقار من 46215 رأس عام 2011 إلى 49846 بقرة نهاية 2013 منها 22613 بقرة حلوب، فيما ارتفع عدد رؤوس الأغنام من 599925، خلال نفس الفترة، إلى 642465 رأس سنة 2013. وقفز عدد رؤوس الماعز، خلال نفس الفترة، من 94615 رأس إلى 97450 رأس وذلك بفضل توفير المراعى وتطوير الموالين والفلاحين معا لأساليب الرعاية الصحية وقاية لها من الأمراض الخطيرة والفتاكة. أما بالنسبة للثروة الحيوانية المنتجة للحوم البيضاء، فقد أكد المسؤول حصول تطور مضطرد يتجلى في ارتفاع عدد طيور الدجاج المنتجة للحوم من 3575148 إلى 4490666 طير ونفس الشيء بالنسبة لدجاج البيض والديك الرومي الذي ارتفع من 87000 إلى 202700 طير. ويتوقع مسؤولو المصالح الفلاحية والمهتمين بعالم الفلاحة بالولاية أن يعرف القطاع قفزة حقيقية في الإنتاج خاصة مع وصول إمدادات مياه سد بني هارون وتوسع مساحات السقي من الآبار وسدود الولايات المجاورة كما هو الحال بسد الشارف بسوق أهراس الذي يسقي سهل قصر الصبيحى وأراضى عين ببوش الخصبة. من جهته، سيمكّن سد أشبابطة الذي ستنطلق به الأشغال خلال سنة 2014 من سقي عشرات المئات من الأراضي القابلة للسقي وهو ما سيسمح بزيادة الإنتاج النباتي، فضلا عن زيادة الثروة الحيوانية ومضاعفة أعدادها علاوة على إنتاجها الذي يمثل النشاط الثاني عند فلاحى الولاية الذين يفوق عددهم ال20 ألف فلاح عامل بصفة دائمة خلافا للموسمين. وبالتوازي مع ذلك، سيساعد ذات القطاع من حيث الجانب الاجتماعي بعد إدخال محيط السقي ببلدية أولاد حملة دائرة عين مليلة على خلق آلاف مناصب وفرص العمل الدائمة لأبناء الولاية والجهات القريبة منها، لتكون بذلك الولاية قد ربحت عديد الرهانات ومنها الرهان الاقتصادي والاجتماعي.